في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالحفاظ على الموروث الثقافي السعودي وتعزيز السياحة البيئية، وقّعت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية مذكرة تفاهم مع نادي الصقور السعودي، بهدف توحيد الجهود الوطنية في حماية الهوية الثقافية ودعم الأنشطة البيئية المستدامة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
إقرأ ايضاً:السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبدقفزة جنونية في قلب الرياض.. محل صغير يتحول إلى ثروة بملايين الريالات خلال 3 عقود!

وقد مثّل الهيئة في مراسم التوقيع الرئيس التنفيذي الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي، بينما مثّل نادي الصقور السعودي الرئيس التنفيذي طلال بن عبدالعزيز الشميسي. هذه الشراكة الإستراتيجية تأتي لتعزيز التكامل بين الجهتين من خلال برامج تعليمية وتدريبية تستهدف المجتمع المحلي، مع التركيز على نشر الوعي الثقافي والبيئي وربط الأجيال الجديدة بتراثهم الوطني.

برامج ثقافية تستهدف الجيل الجديد

من أبرز البنود التي تضمنتها المذكرة التعاون في تطوير وتنفيذ برامج تعزز القيم الثقافية الأصيلة، ومن بينها برنامج "صقار المستقبل" الذي ينظمه النادي لتعليم النشء أساسيات الصقارة وصون هذا الموروث العريق. كما تتكامل هذه الجهود مع برنامج "سلومنا" الذي تطلقه الهيئة لترسيخ الانتماء الوطني وتعميق فهم الأجيال لتاريخ وثقافة المملكة.

إشراك المجتمع المحلي وتنمية مهاراته

لم يقتصر التعاون على التدريب الثقافي فحسب، بل شمل أيضًا إعداد وتنفيذ برامج تدريبية لأبناء المجتمع المحلي، تركز على صقل مهاراتهم في تربية الصقور وتنمية معارفهم حول طرق الحفاظ على هذا الإرث التاريخي، بما يضمن استمرارية ارتباط الأجيال بالموروث الثقافي الذي يُعد جزءًا أساسيًا من الهوية السعودية.

فعاليات بيئية وسياحية مستدامة

كما تضمنت المذكرة التعاون على تنظيم فعاليات وأنشطة سياحية بيئية داخل نطاق محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، مع تخصيص مساحات ملائمة لإقامة هذه الأنشطة بما يتوافق مع ضوابط الحماية البيئية. إضافة إلى ذلك، ستُطلق مبادرات إعلامية وتوعوية تسلط الضوء على أهمية المحميات الطبيعية ودورها في حماية الحياة الفطرية، إلى جانب إبراز قيمة الموروث الثقافي والمحافظة عليه من الاندثار.

رؤية مشتركة نحو 2030

يمثل توقيع هذه المذكرة خطوة استراتيجية ضمن جهود الهيئة والنادي لتكريس التعاون في مجال الاستدامة البيئية وتعزيز الهوية الوطنية من خلال ربطها بالموروث الثقافي. كما تؤكد هذه الشراكة أن الثقافة والبيئة ركيزتان أساسيتان في بناء مستقبل مستدام ينسجم مع تطلعات رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحقيق التوازن بين التطور الحضاري والحفاظ على الإرث التاريخي والطبيعي.

وبهذا التعاون، تؤكد هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ونادي الصقور السعودي على التزامهما بخلق نموذج متكامل يجمع بين حماية البيئة وتعزيز الثقافة الوطنية، ليكون جسراً يصل بين الماضي العريق والمستقبل المستدام.