في اكتشاف علمي جديد قد يغيّر نظرة الباحثين إلى العلاقة بين التغذية وصحة الدماغ، كشفت دراسة دولية حديثة أن تناول عصير الكشمش الأسود يمكن أن يُحدث تحسنًا ملموسًا في تدفق الدم إلى الدماغ، مما ينعكس إيجابًا على الأداء العقلي والوظائف الإدراكية خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.
إقرأ ايضاً:تحولات غير مسبوقة… كيف غيّرت رؤية 2030 ملامح المدينة المنورة وجعلتها وجهة عالميةفيديوهات تثير الجدل… تقنية جديدة من OpenAI تُربك الإنترنت بمشاهد شبه واقعية
الدراسة التي أُجريت بمشاركة فريق من الباحثين في جامعة نيوكاسل البريطانية، بيّنت أن تناول كوب من عصير الكشمش الأسود أدى إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات الأوكسي هيموغلوبين في الفص الجبهي الأيسر من الدماغ، وذلك خلال 35 دقيقة فقط من استهلاك العصير. ويُعد الأوكسي هيموغلوبين أحد المؤشرات الحيوية التي تدل على زيادة تشبع الدماغ بالأكسجين وتحسّن تدفق الدم عبر الأوعية الدقيقة.
وفي المقابل، لاحظ الباحثون انخفاضًا في مستوى الديوكسي هيموغلوبين، وهو ما يُعتبر دلالة واضحة على ارتفاع كفاءة الأوعية الدموية في تزويد خلايا الدماغ بالأكسجين اللازم. هذا التوازن بين ارتفاع الأوكسي هيموغلوبين وانخفاض الديوكسي هيموغلوبين يعكس أداءً أفضل للدورة الدموية الدماغية، مما يسهم في تحسين التركيز والانتباه والذاكرة قصيرة المدى.
وأوضح الدكتور أنثوني واتسون، مدير مركز أبحاث التغذية والنشاط البشري في جامعة نيوكاسل، أن النتائج كانت مذهلة، حيث قال:
“لاحظنا بعد تناول عصير الكشمش الأسود زيادة في تدفق الدم في القشرة الجبهية اليسرى، وهي المنطقة المسؤولة عن عمليات التفكير واتخاذ القرار والانتباه، ما يدل على تحسن الأداء المعرفي خلال وقت قصير جدًا.”
وأشار واتسون إلى أن هذه النتائج تؤكد أن لمركبات الأنثوسيانين الموجودة في الكشمش الأسود تأثيرًا مباشرًا على الأوعية الدموية الدماغية، إذ تساهم في توسيعها وتحسين استجابتها العصبية. كما أوضح أن هذا المشروب الطبيعي قد يشكّل خيارًا صحيًا آمنًا لدعم وظائف الدماغ خصوصًا لدى الفئات التي تحتاج إلى تركيز عالٍ مثل الطلبة أو الموظفين الذين يعملون تحت ضغط ذهني متواصل.
ويعتقد الباحثون أن استمرار تناول العصير بشكل منتظم يمكن أن يُحدث تأثيرات تراكمية على المدى الطويل، ليس فقط في تحسين الأداء العقلي، بل في الوقاية من أمراض التدهور المعرفي المرتبطة بتقدم العمر.
وبذلك، يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام مزيد من الأبحاث حول قدرة الأطعمة والمشروبات الغنية بمضادات الأكسدة على تعزيز كفاءة الدماغ ودعم الصحة الإدراكية دون الحاجة إلى أدوية أو محفزات كيميائية.
