تشهد شركة أبل حالة من القلق بعد صدور تقارير داخلية تشير إلى أن الأداء الجديد لمساعدها الصوتي “سيري” في نظام iOS 26.4 لم يكن بالمستوى الذي وعدت به الشركة في السابق. فبعد سنوات من الانتظار والترويج لثورة جديدة في الذكاء الاصطناعي داخل أجهزة آيفون، جاءت نتائج الاختبارات التجريبية مخيبة لآمال المطورين والمستخدمين الذين كانوا ينتظرون أداءً أكثر ذكاءً وتفاعلاً.
إقرأ ايضاً:صندوق النقد الدولي يحث آسيا على تعزيز التكامل التجاري وخفض الحواجز غير الجمركيةزين السعودية والتنموي: شراكة استراتيجية لتطوير تجربة الضيافة الرقمية في المطارات
تراجع أداء سيري في النسخة التجريبية
وفقاً لمصادر مطلعة، فإن النسخة التجريبية من النظام لم تُظهر التحسن الكبير الذي تحدثت عنه أبل في مؤتمراتها الأخيرة، إذ لاحظ المختبرون أن سيري لا تزال تعاني من بطء الاستجابة وصعوبة في فهم السياق داخل التطبيقات المختلفة. هذا التراجع أثار قلق الفرق التقنية داخل الشركة، خصوصًا مع ارتفاع التوقعات بأن سيري ستكون المنافس الأقوى لمساعدات مثل Google Assistant وAlexa. وتشير التقارير إلى أن نحو 90% من المهام التي جرى اختبارها لم تحقق الأداء المأمول من الجيل الجديد للمساعد الذكي.
تحديات داخلية وتأجيل الإطلاق الرسمي
تؤكد تقارير تقنية أن أبل واجهت مشكلات كبيرة في تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي المدمج ضمن سيري، خاصة في ما يتعلق بالتحكم داخل التطبيقات والتفاعل الطبيعي مع المستخدم. بعض مهندسي الشركة انسحبوا من فرق الذكاء الاصطناعي مؤخرًا، مما دفع الإدارة إلى إعادة هيكلة فرق التطوير وتأجيل الإطلاق الرسمي للإصدار المحسن. ورغم إعلان الشركة أن النسخة النهائية من iOS 26.4 ستصدر في ربيع 2026، فإن عدداً من الخبراء يرون أن هذه الجدولة قد تتغير بسبب استمرار المشكلات التقنية في استقرار النظام الجديد.
مستقبل سيري في ظل المنافسة المتسارعة
يبدو أن أبل تجد نفسها أمام اختبار صعب في سباق الذكاء الاصطناعي، خاصة مع التطور الكبير الذي حققته شركات مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي وجوجل. المستخدمون ينتظرون أن يصبح سيري أكثر فهماً للسياق الشخصي وقدرة على تنفيذ الأوامر مباشرة دون الحاجة إلى التنقل بين التطبيقات. ومع ذلك، فإن النسخة الحالية لا تزال بعيدة عن هذه الطموحات. إذا لم تنجح أبل في تقديم تحسينات حقيقية قريباً، فقد تجد نفسها متأخرة خطوة في سوق يشهد تحولات ضخمة نحو المساعدات الذكية المتطورة.
رغم التحديات، لا يزال لدى أبل الفرصة لتصحيح المسار، خاصة وأنها تملك قاعدة مستخدمين ضخمة وإمكانات تقنية هائلة. لكن النجاح في تطوير سيري إلى المستوى المنتظر سيتطلب رؤية أكثر جرأة واستثماراً أعمق في الذكاء الاصطناعي التوليدي وتكامل النظام عبر أجهزتها المختلفة.
