تشهد صناعة التكنولوجيا طفرة غير مسبوقة مع دخول شركات كبرى سباقًا عالميًا لتأسيس مراكز بيانات فائقة القدرة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق أعلنت شركة ميتا المالكة لـفيسبوك وإنستغرام عن تحالف استراتيجي مع شركة Blue Owl Capital في مشروع استثماري ضخم بقيمة 27 مليار دولار لبناء واحد من أكبر مراكز البيانات في العالم بولاية لويزيانا الأميركية. يهدف المشروع إلى تعزيز قدرات ميتا في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة وتوسيع بنيتها التحتية التقنية عالميًا.
إقرأ ايضاً:ChatGPT يستعد لإطلاق تحديث صوتي متطور يجلب محتوى غني داخل المحادثاتتغير لون آيفون 17 برو البرتقالي يثير الجدل ونصائح هامة لتجنب تلف اللون
تفاصيل الشراكة بين ميتا وBlue Owl
أوضحت ميتا أن المشروع المشترك سيحمل اسم Hyperion Data Center، حيث تمتلك Blue Owl نسبة 80% من الأسهم بينما تحتفظ ميتا بنسبة 20%، مع توليها مسؤولية البناء والإدارة التشغيلية. ويُقام المركز في مقاطعة ريتش لاند الريفية، وهو جزء من خطة ميتا طويلة المدى لتوسيع شبكتها من مراكز البيانات الذكية حول العالم. كما حصلت ميتا على دفعة مالية فورية بلغت 3 مليارات دولار من قيمة الاتفاق، بينما ضخت Blue Owl 7 مليارات دولار نقدًا، مما يمنح المشروع قاعدة تمويل قوية تتيح تنفيذه بوتيرة متسارعة.
وأكدت ميتا عبر موقعها الرسمي meta.com أن الشراكة تمثل نقطة تحول في تطوير بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، إذ سيساهم المركز في دعم تدريب النماذج اللغوية الضخمة وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تعتمد عليها منتجات الشركة مثل منصات التواصل والتطبيقات الذكية.
حجم المشروع واستهلاكه الهائل للطاقة
يُعد مركز Hyperion Data Center من أضخم المشاريع التقنية في الولايات المتحدة، حيث يمتد على مساحة تعادل نحو 1700 ملعب كرة قدم. ومن المقرر اكتمال بنائه بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات شركة الطاقة المحلية Entergy، التي أكدت أن المركز سيستهلك ضعف كمية الكهرباء التي تستهلكها مدينة نيو أورلينز في ذروة الاستخدام اليومي. هذا الحجم الهائل يعكس قدرة المشروع على تشغيل عدد ضخم من الخوادم المصممة لمعالجة البيانات بكفاءة عالية، مما يجعله أحد أهم محاور البنية التحتية الرقمية المستقبلية في العالم.
سباق شركات التكنولوجيا نحو التفوق في الذكاء الاصطناعي
تأتي هذه الخطوة في ظل منافسة متصاعدة بين عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا، وألفابيت المالكة لجوجل، وOpenAI المطورة لـChatGPT، وجميعها تسعى لتشييد مراكز بيانات متقدمة لتدريب الجيل الجديد من النماذج الذكية. كما تتجه شركات أخرى مثل سوفت بنك وأوراكل إلى الدخول في تحالفات ضخمة للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مما يعزز التحول العالمي نحو الاعتماد على قدرات الحوسبة الفائقة.
من المتوقع أن يسهم مركز Hyperion في جعل ميتا لاعبًا محوريًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من حيث تطوير التكنولوجيا، بل في بناء الأساس التقني الذي سيدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العقد القادم. فالعالم يدخل مرحلة جديدة تقودها مراكز البيانات العملاقة التي تمثل القلب النابض لثورة الذكاء الاصطناعي.