يشهد التعليم الفني في مصر مرحلة جديدة من التطوير والتحول الرقمي، ضمن جهود وزارة التربية والتعليم لتأهيل الكوادر الشابة بمهارات المستقبل. وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تمثل نموذجًا متطورًا يهدف إلى إعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي، من خلال منظومة تعليمية حديثة قائمة على الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية. ويأتي توقيع خطاب النوايا بين وزارة التربية والتعليم والمدرسة الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن هذا التوجه الاستراتيجي لتبادل الخبرات وبناء منظومة تعليمية قائمة على التكنولوجيا والمعرفة.
إقرأ ايضاً:السعودية وباكستان.. شراكة استراتيجية تمتد لعقود وتفتح آفاقًا اقتصادية واسعةرئيس مجلس الشورى يبحث دعم صناع المحتوى في السعودية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
التعاون المصري الإماراتي لتعزيز التعليم الرقمي
أكد الوزير محمد عبد اللطيف خلال توقيع اتفاقية الشراكة أن التعاون مع المدرسة الرقمية الإماراتية يمثل نقلة نوعية في مسار تطوير التعليم الفني، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تعد نموذجًا رائدًا في تطبيق التعليم الإلكتروني والتحول الرقمي في المدارس. وأوضح أن الوزارة تعمل على إدماج المحتوى التفاعلي الإلكتروني في المناهج الدراسية، بما يسهم في تنمية مهارات الطلاب التقنية وتحفيزهم على الابتكار والإبداع. من جانبه، أشاد الدكتور وليد آل علي، الأمين العام للمدرسة الرقمية والمدير التنفيذي لمكتب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات، بجهود مصر في تطوير التعليم الفني وربطه بسوق العمل، مؤكدًا أن التعاون بين الجانبين يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ويعزز من فرص بناء جيل عربي رقمي قادر على مواكبة متغيرات المستقبل. يمكن زيارة الموقع الرسمي للمدرسة الرقمية عبر الرابط https://digital-school.org.
تطوير التعليم الفني وربطه بسوق العمل
أوضح الوزير أن الهدف من نموذج مدارس التكنولوجيا التطبيقية هو تحويل التعليم الفني إلى مسار تنافسي جاذب للطلاب، من خلال تقديم تخصصات عصرية في مجالات البرمجة، الميكاترونيات، الذكاء الاصطناعي، والطاقة الجديدة والمتجددة. كما تسعى الوزارة إلى تطبيق نظام اعتماد دولي يمنح الخريجين فرص عمل أوسع في الداخل والخارج. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تطوير المناهج وفق المعايير العالمية، وتدريب المعلمين على أحدث أدوات التعليم الرقمي. وتهدف الشراكة مع المدرسة الرقمية إلى تنفيذ برامج تدريبية متقدمة وتبادل الخبرات بين الجانبين في إدارة المدارس التقنية وتقييم الأداء الأكاديمي والتطبيقي للطلاب.
تحول استراتيجي نحو تعليم تقني مستدام
يمثل مشروع مدارس التكنولوجيا التطبيقية خطوة جوهرية في استراتيجية مصر للتحول نحو اقتصاد المعرفة، من خلال تأهيل شباب يمتلكون مهارات تقنية ومهنية متقدمة. كما يرسخ هذا التعاون الإقليمي مع دولة الإمارات نموذجًا للتكامل العربي في مجالات التعليم الرقمي وبناء القدرات البشرية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
يأتي هذا التوجه ضمن رؤية الدولة لتطوير التعليم الفني وربطه بسوق العمل العالمي، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب للمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل قائم على الابتكار والتكنولوجيا والتميز.