كشفت دراسة علمية حديثة استمرت أكثر من ثلاثة عقود عن نتائج مثيرة تتعلق بتأثير نوع الحليب الذي يستهلكه الإنسان على صحته القلبية واحتمالات الوفاة. ووفقًا لما نقلته صحيفة The Independent البريطانية، فإن تناول الحليب كامل الدسم قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة مقارنة بالحليب قليل الدسم.
 إقرأ ايضاً:قرار مفاجئ من البنك المركزي الأوروبي يشعل الجدل في الأسواق.. التفاصيل الكاملةرقم ضخم يفاجئ الجميع.. إيرادات أبل في سبتمبر تحطم التوقعات وتكشف مفاجأة عن الآيفون
اختلاف تأثير الدهون على الصحة
أوضحت الدراسة أن مستوى الدهون في الحليب يمثل عنصرًا حاسمًا في تحديد تأثيره الصحي، حيث وجد الباحثون أن الدهون المشبعة الموجودة في الحليب كامل الدسم تساهم في رفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وهو ما يزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات صحية طويلة المدى شملت آلاف المشاركين في النرويج، تمت متابعتهم على مدار 30 عامًا، مما منح نتائجها مصداقية عالية ودقة علمية في تتبع العلاقة بين استهلاك أنواع الحليب ومعدلات الوفيات.
أرقام تكشف الفارق الكبير
ووفقًا للنتائج، فإن الأشخاص الذين تناولوا الحليب كامل الدسم بانتظام كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 22% لأي سبب، كما زادت لديهم احتمالية الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 12% مقارنة بمن يستهلكون كميات أقل من هذا النوع.
في المقابل، ارتبط تناول الحليب قليل الدسم بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 11% وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 7%، ما يشير إلى أن تقليل الدهون في النظام الغذائي قد يكون وسيلة فعالة لتحسين صحة القلب.
تغير العادات الغذائية ساعد في التحليل
وأشار فريق الباحثين إلى أن هذه النتائج لم تكن لتظهر لولا تغير نمط استهلاك الحليب في النرويج خلال السبعينيات والثمانينيات، حيث انتقل عدد كبير من السكان من الحليب كامل الدسم إلى الحليب قليل الدسم، ما سمح بتتبع التأثيرات الصحية لكل نوع على مدى عقود.
السمات الاجتماعية للمستهلكين
كما لاحظ الباحثون أن شاربي الحليب قليل الدسم كانوا غالبًا من النساء وأصحاب المستويات التعليمية الأعلى، كما أنهم كانوا أقل تدخينًا من مستهلكي الحليب كامل الدسم، وهو ما قد يفسر جزئيًا التحسن الصحي العام لدى هذه الفئة.
خلاصة وتوصيات
خلص مؤلفو الدراسة إلى أن نوع الحليب يلعب دورًا جوهريًا في صحة القلب، إذ تبين أن الحليب كامل الدسم يرتبط بزيادة المخاطر الصحية، بينما يوفر الحليب قليل الدسم فوائد وقائية نسبية.
وتتفق هذه النتائج مع الإرشادات الصحية العالمية، خاصة توصيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، التي تدعو إلى تقليل استهلاك الدهون المشبعة للحفاظ على صحة القلب وخفض مستويات الكوليسترول في الدم.
في النهاية، تؤكد الدراسة أن الاختيار البسيط بين نوعي الحليب قد يحدث فرقًا كبيرًا في صحة القلب وطول العمر، ما يجعل التفكير في التحول إلى الحليب قليل الدسم خطوة صغيرة نحو حياة أطول وأكثر صحة.
 
                 
                             
                             
                             
                             
                            