" رعب الفاشر.. ناجون يروون ما لم يُنقل عن مجازر وجرائم تهز السودان والعالم | السعودية ويب
الفاشر
رعب الفاشر.. ناجون يروون ما لم يُنقل عن مجازر وجرائم تهز السودان والعالم
كتب بواسطة: محمد حازم |

تتصاعد التنديدات الدولية لما يجري في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها الأسبوع الماضي، وسط شهادات صادمة من ناجين رووا تفاصيل مأساوية عن عمليات قتل جماعي وانتهاكات مروعة بحق المدنيين.
إقرأ ايضاً:

قرار مفاجئ لجيسوس بعد ودي النصر أمام الفتح.. تعرف على التفاصيلتحرك مفاجئ داخل الشباب قبل الشتوية.. اسم هلالي يعود للواجهة

الناجون الذين تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة القريبة تحدثوا عن مشاهد تفوق الوصف، إذ أكدوا وقوع عمليات إعدام ميدانية وإطلاق نار على الأطفال أمام ذويهم، إضافة إلى عمليات نهب وضرب ممنهج للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار.

ووفق روايات متطابقة نقلتها وكالة فرانس برس، تم فصل الفارين بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، فيما لا يزال عدد كبير منهم محتجزين مقابل فدية مالية.

إحدى الناجيات، وتُدعى حياة، وهي أم لخمسة أطفال، أوضحت أن المسلحين أوقفوا الشباب الذين كانوا يرافقونهم، قائلة: "لا نعرف ماذا حلّ بهم حتى الآن". بينما ذكر آدم، وهو أب لتسعة أبناء، أن اثنين من أولاده (17 و21 عامًا) قُتلا أمام عينيه بعدما اتُّهما بالقتال إلى جانب الجيش. وأضاف: "ضربوني بالعصا ورأوا دماء أولادي على ملابسي، ثم أطلقوا سراحي بعد ساعات".

أما زهرة، وهي أم لستة أبناء، فقد روت أنها أُوقفت مع عائلتها أثناء الفرار، حيث أُخذ اثنان من أبنائها، أحدهما في العشرين من عمره، والآخر في السادسة عشرة، ولم يُفرج إلا عن الأصغر. فيما قال حسين، الذي أصيب بشظية أثناء القتال، إن والده قُتل أمامه وإنه رأى "جثثًا كثيرة على الطريق وأشخاصًا مصابين تُركوا دون مساعدة".

وبحسب الأمم المتحدة، فرّ أكثر من 65 ألف شخص من مدينة الفاشر منذ الأحد الماضي، فيما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخلها، بينما كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير.

من جانبها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الآلاف لا يزالون عرضة للخطر ويُمنعون من المغادرة، مشيرة إلى أن نحو خمسة آلاف فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة. وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة، ميشال أوليفييه لاشاريتيه، إن عدد الوافدين لا يتناسب مع حجم الكارثة، متسائلًا: "أين المفقودون الذين نجوا من الجوع والعنف؟".

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللها باحثون في جامعة ييل الأميركية دلائل على استمرار القتل الجماعي، مع رصد 31 موقعًا لجثث بشرية في مناطق مختلفة من المدينة، مما يشير إلى حجم المأساة التي تعيشها دارفور اليوم.

في المقابل، أقرت قوات الدعم السريع بوقوع "انتهاكات محدودة"، وأعلن قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن تشكيل لجان للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عنها.