تشهد الطرق في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ارتفاعاً في السلوكيات المرورية الخطرة، ما دفع الإدارة العامة للمرور إلى تكثيف حملاتها التوعوية المستمرة. وأكدت الإدارة أن المراوغة بين المركبات تعد من أبرز المخالفات التي تهدد السلامة العامة، حيث تؤدي إلى فقدان السائق السيطرة الدقيقة على المركبة، وزيادة احتمالات الاصطدام خلال ثوانٍ معدودة، ما يجعل الحوادث الناجمة عنها من أخطر الحوادث على الطرق.
إقرأ ايضاً:التأمينات الاجتماعية تحدد شروط استحقاق منفعة الأمومة وتعويضات بعد الولادةفتح حساب بنك الخرطوم أون لاين في السودان: خطوات سهلة وشروط مفصلة للمتقدمين
مخاطر المراوغة وتأثيرها على مستخدمي الطريق
يوضح مختصون في السلامة المرورية أن المراوغة تسبب انخفاض زمن رد الفعل لدى السائقين الآخرين، إذ لا يستطيعون التنبؤ بحركة المركبة التي تقوم بالمناورة، ما يزيد من احتمالية وقوع اصطدامات متسلسلة تؤدي إلى أضرار جسيمة. كما أن حجم المخاطر يرتبط بعوامل متعددة مثل ازدحام الطريق، ونسبة المركبات الثقيلة، ومستوى انتباه السائقين، وليس فقط بسرعة المركبة، ما يجعل المناورة غير محسوبة العواقب.
المراوغة كمخالفة نظامية والغرامات المقررة
أوضحت الإدارة العامة للمرور أن المراوغة تُعد مخالفة نظامية تهدد سلامة الطريق، وتستوجب فرض عقوبات رادعة للحد من انتشارها. وتحدد الغرامة المالية على السائقين الذين يمارسون المراوغة بين ثلاثة آلاف ريال وستة آلاف ريال، مما يعكس خطورة المخالفة وأهمية التصدي لها ضمن جهود تعزيز السلامة على الطرق السعودية.
أهمية التوعية المرورية والتحكم بالسلوكيات الخطرة
يرى الخبراء أن فرض الغرامات وحده لا يكفي لمكافحة المراوغة، إذ يجب اعتماد استراتيجيات شاملة تشمل التوعية المستمرة والمتابعة الميدانية بجانب تطبيق العقوبات النظامية. وتعمل الإدارة على رفع مستوى الوعي من خلال الحملات المرورية المستمرة، لا سيما عبر منصة إكس، التي أصبحت نافذة رئيسية لنشر الرسائل التوعوية اليومية حول السلامة المرورية.
وتؤكد الإدارة أن العديد من السائقين يبررون المراوغة بمحاولة تجاوز الازدحام، إلا أن الإحصاءات تثبت أن هذه السلوكيات لا تقلل الوقت المستغرق في الرحلة، بل تزيد من احتمالية وقوع حوادث مفاجئة وخطيرة.
تجاوز المركبات عبر أكتاف الطرق وأثره على السلامة
حذرت الإدارة سابقاً من استخدام أكتاف الطريق للتجاوز، وهو سلوك مشابه للمراوغة من حيث المخاطر، إذ يتسبب في تعطيل الحركة الطبيعية للمركبات وإرباك السائقين الآخرين. ويؤدي هذا إلى خلق نقاط التقاء خطرة يصعب توقع مسارها، مما يرفع احتمالات الحوادث الجسيمة على الطرق.
الرقابة الآلية ودور السائقين الملتزمين
تعمل الإدارة العامة للمرور على تعزيز الرقابة الآلية لرصد المخالفات المرتبطة بالسلوكيات الخطرة، في إطار خطط التطوير المستمرة التي تتوافق مع مستهدفات السلامة المنبثقة من رؤية المملكة 2030. ويؤكد المختصون أن السائقين الملتزمين بالأنظمة يشكلون جزءاً أساسياً من منظومة السلامة، إذ تسهم سلوكياتهم المنضبطة في الحد من المخاطر وتعزيز ثقافة القيادة الآمنة بين مستخدمي الطرق كافة.
أثر الانضباط المروري على الحد من الحوادث
يبرز الانضباط المروري كعامل رئيسي في تقليل الخسائر البشرية والمادية، خصوصاً أن نسبة كبيرة من الحوادث المرورية تنتج عن مخالفات يمكن تجنبها باتباع قواعد السير المعروفة. وتؤكد الإدارة على أن التعاون بين السائقين والجهات المعنية يشكل حجر الأساس لبيئة مرورية آمنة، إذ تتطلب الطرق الحديثة التزاماً أكبر بمعايير القيادة الوقائية والسلوكيات المسؤولة.
التوعية المستمرة وأثرها في تغيير السلوكيات
يرى مراقبون أن الحملات التوعوية المكثفة والمستمرة تسهم في تعديل السلوكيات السلبية المتراكمة عبر السنوات، إذ أثبتت التجارب أن الرسائل المرورية المنتظمة تؤثر بشكل ملحوظ على مستوى الامتثال لأنظمة السير والالتزام بالسلامة على الطرق.
وتدعو الإدارة العامة للمرور جميع السائقين إلى الالتزام الكامل بالأنظمة المرورية وتجنب السلوكيات الخطرة مثل المراوغة بين المركبات، مؤكدة أن الحفاظ على الأرواح مسؤولية مشتركة تقع على كل من يستخدم الطريق.