أصبح الذكاء الاصطناعي أحد أكثر القطاعات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي، حيث بدأ يشكل محور استثمارات ضخمة وفرص نمو استثنائية للشركات الناشئة ورواد الأعمال. ومن بين هذه القصص الملهمة، تبرز رحلة الصيني تشين تيانشي، الذي تمكن من تحويل بدايات متواضعة إلى نجاح اقتصادي هائل في مجال التقنية الحديثة، معززًا مكانته في السوق الصيني والدولي بعد إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات الاستثمار القومي في الصين.
إقرأ ايضاً:هاتف Realme C67 4G الجديد شاشة 6.72 بوصة وكاميرا 108 ميجا مع أداء قوي وبطارية ضخمةكوبرا ليون VZ TCR 2026 إصدار محدود بقوة 321 حصان وقيادة رياضية نارية
تشين تيانشي أصبح نموذجًا ملهمًا لرواد الأعمال، حيث يوضح كيف يمكن للإصرار والاستفادة من التحولات الاقتصادية والسياسية أن يغير مسار الشركات الناشئة من خطر الإفلاس إلى النمو السريع.
البداية المتعثرة لشركة Cambricon
قبل عدة سنوات، لم يكن اسم تشين تيانشي معروفًا خارج الأوساط الأكاديمية، فقد أسس شركة ناشئة متخصصة في تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي، واعتمدت الشركة بشكل شبه كامل على شركة «هواوي»، التي شكلت أكثر من 95% من إيراداتها.
لكن في عام 2019، اتخذت هواوي قرارًا مفاجئًا بإنتاج رقائقها الخاصة، ما جعل شركة تشين على حافة الانهيار وهدد استمراريتها في السوق. كانت تلك المرحلة من أصعب فترات الشركة، حيث كان عليها إيجاد بدائل والاستعداد لمواجهة تحديات السوق والاعتماد على نفسها لتجاوز الأزمة.
التحول الكبير: من أزمة إلى فرصة
مع تشديد العقوبات الأمريكية على وصول الصين للرقائق المتقدمة، اتجهت الحكومة الصينية لدعم الشركات المحلية في إطار سياسة «صنع في الصين». هذا التحول الجيوسياسي أنقذ شركة تشين وأعادها إلى واجهة السوق بقوة، لتصبح خلال سنوات قليلة واحدة من أسرع الشركات نموًا في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي.
قفزت أسهم شركة Cambricon Technologies بأكثر من 760% خلال عامين، ما ساهم في زيادة ثروة تشين تيانشي لتصل إلى 23 مليار دولار وفق مؤشر «بلومبرغ»، وبامتلاكه 28% من أسهم الشركة أصبح ثالث أغنى شخص في العالم تحت سن الأربعين، مما يعكس قوة الاستثمارات الوطنية والتكنولوجيا المحلية.
مقارنة مع شركة إنفيديا العالمية
رغم الاستفادة الكبيرة من تقليل الاعتماد على إنفيديا داخل الصين، إلا أن Cambricon تواجه تحديات كبيرة:
-
لا تزال الشركة بعيدة عن البنية المتكاملة لشركة إنفيديا من حيث العتاد والبرمجيات.
-
العقوبات الأمريكية المستمرة تشكل عائقًا أمام توسعها العالمي.
-
هناك جهود مستمرة لسد الفجوة التقنية سنويًا، مع إطلاق رقائق مثل Siyuan 690، لكنها لم تغيّر الحقيقة الأساسية بأن السباق طويل ويحتاج للكثير من التطوير المستمر.
نشأة تشين ومسيرته العلمية
رحلة تشين تيانشي تحمل جانبًا إنسانيًا ملهمًا، حيث وُلد في أسرة بسيطة بمدينة نانتشانج والتحق ببرنامج المواهب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية.
-
حصل على الدكتوراه عام 2010، وعمل مع شقيقه في الأكاديمية الصينية للعلوم لتطوير معالج DianNao في 2014.
-
أسس شركة Cambricon في 2016، وحقق أول اختراق للشركة عام 2017 بالتعاون مع هواوي.
-
واجهت الشركة تحديات جديدة بعد إدراجها في قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الأمريكية في 2022، لكنها استمرت في التوسع والنمو بفضل الدعم الحكومي والسياسات المحلية الداعمة للابتكار.
الدروس المستفادة من قصة نجاح تشين
رحلة تشين تيانشي تبرز أهمية المرونة والاستفادة من التحولات الاقتصادية والسياسية. نجاح Cambricon يعكس كيف يمكن للشركات الناشئة أن تتحول من الاعتماد على عميل واحد إلى بناء شركة رائدة في السوق المحلي والدولي، بالرغم من العقبات الكبيرة والعقوبات الخارجية.
كما توضح القصة أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس فقط مجالًا تقنيًا، بل استراتيجية قومية لتعزيز الاستقلال التكنولوجي، وزيادة الثروة الوطنية، وخلق فرص عمل ومنافسة قوية في السوق العالمي.