عرض سعودي يثير الجدل: أرامكو تقترب من الاستحواذ على 50% من نادي ميلان الإيطالي

كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في

في تطور مفاجئ قد يُحدث تحولاً جذريًا في هيكل ملكية أحد أكبر أندية كرة القدم في أوروبا، كشفت صحيفة "ليبيرو" الإيطالية صباح اليوم عن مفاوضات متقدمة بين شركة أرامكو السعودية وصندوق "ريد بيرد كابيتال بارتنرز" الأمريكي، المالك الحالي لنادي إي سي ميلان الإيطالي، بشأن استحواذ عملاق الطاقة السعودي على حصة تصل إلى 50% من أسهم النادي.

ووفقًا لما أوردته الصحيفة، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أرامكو للتوسع في مجال الاستثمار الرياضي العالمي، تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي وتعزيز حضور المملكة في قطاعات الترفيه والرياضة على المستوى الدولي.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وبحسب التقرير، تجري حالياً مشاورات مكثفة بين ممثلين عن أرامكو ومسؤولي صندوق "ريد بيرد"، الذي كان قد استحوذ على النادي اللومباردي في عام 2022 مقابل 1.2 مليار يورو، ويسعى الطرف السعودي للحصول على حصة مؤثرة داخل النادي، مما يفتح الباب أمام شراكة استراتيجية قد تغير من توجهات ميلان التجارية والرياضية.

وحتى الآن، لم تُصدر أرامكو أو إدارة نادي ميلان أي بيان رسمي لتأكيد أو نفي هذه الأنباء، إلا أن المصادر الصحفية الإيطالية أشارت إلى أن المحادثات بلغت مراحل متقدمة، وأن الإعلان الرسمي قد يصدر في وقت قريب في حال الوصول إلى اتفاق نهائي.

وتمثل هذه الخطوة امتدادًا واضحًا لمساعي المملكة العربية السعودية، عبر مؤسساتها الكبرى، في الدخول بقوة إلى سوق الرياضة العالمية، فقد شهدت السنوات الأخيرة دخولاً سعوديًا بارزًا إلى عالم كرة القدم الأوروبية، من خلال صندوق الاستثمارات العامة، الذي استحوذ في 2021 على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، كما تم إطلاق سلسلة من البطولات العالمية المقامة داخل المملكة، منها منافسات الفورمولا 1، وبطولات التنس، والمصارعة، والملاكمة.

وتُعد أرامكو واحدة من أكثر الشركات قدرة على التمويل والاستثمار، إذ تجاوزت قيمتها السوقية التريليوني دولار، ما يمنحها إمكانيات ضخمة لإحداث تأثير حقيقي في الأندية التي تدخل في شراكة معها، سواء على الصعيد الرياضي أو التسويقي، ونادي ميلان، أحد أعرق أندية كرة القدم في العالم، تأسس عام 1899، ويملك في رصيده 19 لقبًا في الدوري الإيطالي، و7 بطولات دوري أبطال أوروبا، ما يجعله من أكثر الأندية تتويجًا على المستوى القاري.

وعلى الرغم من تراجع نتائج الفريق في العقد الماضي، إلا أن النادي بدأ في استعادة بعض بريقه في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد تتويجه بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022، ويمتلك ميلان قاعدة جماهيرية ضخمة حول العالم، إلى جانب حضور إعلامي وتسويقي قوي، وهو ما يجعله هدفًا مغريًا للمستثمرين الباحثين عن دمج العراقة الرياضية بالفرص التجارية الواعدة.

ورغم الترحاب الذي أبداه بعض أنصار النادي من إمكانية دخول أرامكو كشريك قوي في ملكية النادي، فإن البعض الآخر عبّر عن قلقه من فقدان الهوية الإيطالية للنادي العريق، في حال توسّع الاستثمار الأجنبي في الهيكل الإداري والفني للنادي.

وفي المقابل، يرى محللون أن دخول شركة بحجم أرامكو في ملكية ميلان، قد يوفر للنادي استقرارًا ماليًا طويل الأمد، ويساهم في تحسين قدرته على استقطاب لاعبين كبار، وتحقيق إنجازات قارية، خاصة وأن المنافسة في الدوري الإيطالي باتت أكثر شراسة في السنوات الأخيرة مع صعود أندية مثل نابولي وإنتر ميلان.

وتندرج هذه الخطوة ضمن مسار أوسع تتبناه الحكومة السعودية لتعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية العالمية، وجعل الرياضة إحدى الركائز الاقتصادية المستقبلية، وتعمل العديد من الجهات الاستثمارية الحكومية، مثل صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو والاتحاد السعودي للرياضة، على جذب وتنظيم بطولات رياضية كبرى، وتوقيع شراكات مع أندية ومنظمات دولية.

ويبدو أن نادي ميلان قد يصبح الحلقة الأحدث في سلسلة الاستثمارات السعودية الرياضية، مما سيضع المملكة في قلب المشهد الكروي الأوروبي، ويعزز من قدرتها على التأثير في قرارات واستراتيجيات أكبر أندية العالم، ومع احتدام التكهنات حول طبيعة الصفقة المرتقبة، يبقى السؤال الأهم هو: ما مدى استعداد أرامكو للدخول في عالم كرة القدم الأوروبية، وكيف ستؤثر هذه الخطوة على طموحات ميلان على المستويين المحلي والقاري؟

وفي حال إتمام الصفقة، يُتوقع أن تضخ أرامكو استثمارات ضخمة في البنية التحتية للنادي، وربما تدخل أيضًا في شراكات تسويقية عالمية باسم النادي، وهو ما قد يعيد ميلان إلى الواجهة الأوروبية بكل قوة، وفي انتظار صدور بيانات رسمية من أرامكو أو إدارة ميلان، تبقى هذه المفاوضات حديث الساعة في الإعلام الرياضي الأوروبي، وتؤكد أن السعودية ماضية بقوة في مشروعها الاستثماري الرياضي، بحثًا عن الريادة العالمية وفتح آفاق جديدة بعيدًا عن النفط.

اقرأ ايضاً