آل مغني يفتح النار على إدارة الهلال: "استعارة اللاعبين ظلم لتاريخ النادي ونجومه"

كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في

في تطور لافت يعكس حدة الجدل الدائر حول استعدادات نادي الهلال السعودي لبطولة كأس العالم للأندية 2025، وجّه العضو الذهبي السابق بنادي النصر، سعد آل مغني، انتقادات حادة لإدارة الهلال على خلفية الأنباء المتداولة بشأن نية النادي استعارة لاعبين من أندية محلية وأجنبية، دعمًا للفريق في مشاركته المرتقبة.

وتصريحات آل مغني، التي جاءت عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أعادت إشعال النقاش الرياضي حول جدوى مثل هذه التحركات، وما إذا كانت تعكس استراتيجية مؤقتة أم افتقارًا للثقة في العناصر الحالية التي صنعت الإنجاز القاري وأوصلت الزعيم إلى العالمية.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنية جستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

وآل مغني قال في تغريدته: "قبل ستة أشهر ذكرت أن هناك توجهًا لإعارة بعض اللاعبين لنادي الهلال، إذا تم هذا الأمر، فهو فاشل، وهذا ظلم لنادي الهلال"، وتابع بنبرة حاسمة: "لاعبي الهلال هم من أوصلوه للعالمية، وبدلًا من دعمهم لأنهم يمثلون الوطن، يتم استبدالهم بلاعبين بالإعارة، لماذا؟ هؤلاء اللاعبون أوصلوا أنديتهم للعالمية ويستحقون أن يمثلوا فرقهم".

هذه الكلمات أثارت تفاعلًا واسعًا بين جمهور الكرة السعودية، بين مؤيد يعتبرها دفاعًا عن المبادئ، ومعارض يراها تدخلًا في شؤون نادٍ منافس، وتأتي تصريحات آل مغني في وقت تداولت فيه وسائل إعلام رياضية محلية تقارير تشير إلى أن إدارة الهلال، وبدعم من مستشاريها الفنيين، تدرس بجدية استعارة ثلاثة لاعبين دوليين من العيار الثقيل، بهدف تعزيز تشكيلتها خلال بطولة كأس العالم للأندية، التي ستُقام في الولايات المتحدة منتصف عام 2025.

وبحسب المصادر، فإن هذا التوجه مدفوع بالسماح الاستثنائي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإجراء تعاقدات خارج فترة الانتقالات، نظرًا للطابع الخاص للبطولة التي تمثل فيها الأندية قاراتها، وإدارة الهلال لم تؤكد هذه الأنباء رسميًا، إلا أن تسريبات متعددة من داخل أروقة النادي ترجّح جدّية الخطوة.

وفي السياق ذاته، يرى عدد من المحللين الرياضيين أن خطوة الاستعارة، إن تمت، تُعد امتدادًا لنهج عالمي معتاد تتبعه العديد من الأندية عند مشاركتها في بطولات كبرى، حيث تسعى لتدعيم صفوفها مؤقتًا بعناصر ذات خبرة دولية.

ويرون أن الهدف لا يتمثل في التشكيك بقدرات لاعبي الفريق الأساسيين، بل في إضافة جودة تكتيكية وتوازن بدني خلال منافسات مضغوطة أمام خصوم من العيار الثقيل، إلا أن الرأي المقابل، الذي عبّر عنه آل مغني، يحذّر من أن اللجوء إلى هذا الخيار قد يُفهم كاعتراف ضمني بعدم جاهزية الفريق الأساسي، ويؤثر نفسيًا على اللاعبين الذين قادوا النادي للبطولة.

وبينما يحتدم النقاش، تتجه الأنظار إلى إدارة الهلال التي تقف حاليًا أمام مفترق طرق حساس، فبين رغبتها في تحقيق تمثيل مشرف في المحفل العالمي، وضغوط الشارع الرياضي والإعلامي الرافض لفكرة "الاستعارة المؤقتة"، يتعيّن عليها اتخاذ قرارات حاسمة خلال الأسابيع المقبلة.

خصوصًا وأن أي تعاقد خارجي سيخضع لتقييم جماهيري صارم، ولن يُنظر إليه بمعزل عن الأداء العام للفريق خلال البطولة، ويتوقع المراقبون أن تكون هذه المشاركة واحدة من أكثر المشاركات حرجًا وتحت المجهر في تاريخ النادي، خاصة في ظل الطموحات الوطنية المعقودة على الهلال لرفع اسم الكرة السعودية على الساحة العالمية.

أما جماهير الهلال، فقد انقسمت بين من يرى في التصريحات تدخلًا غير مبرر في شؤون فنية لا تخص إلا الإدارة والجهاز الفني، وبين من وجد في كلمات آل مغني شيئًا من الصواب، داعيًا إدارة النادي لإعادة التفكير في توجهها.

وأطلق بعض المشجعين هاشتاغات تطالب بمنح الثقة الكاملة لنجوم الفريق الذين قاتلوا في البطولات القارية والمحلية، فيما ذهب آخرون للترحيب بأي دعم يرفع من حظوظ النادي في التتويج بلقب عالمي، حتى لو جاء من خارج النادي، طالما أن الهدف النهائي هو تشريف الكرة السعودية.

وتظل الأيام المقبلة حبلى بالتطورات، مع قرب الكشف عن قائمة الفريق النهائية للمشاركة في البطولة، التي ستنطلق بمشاركة أعرق الأندية من مختلف القارات، والهلال، الذي يملك تاريخًا عريقًا في المحافل الآسيوية والخليجية، يدرك أن الأنظار ستُسلّط عليه من كل اتجاه، ليس فقط كفريق يبحث عن المجد، بل كرمز للكرة السعودية في أكبر مسرح كروي للأندية بالعالم، وبين الانتقادات والدفاعات، ستُروى القصة الحقيقية على أرض الملعب، حيث لا تُجدي التغريدات، بل تُحسم الأمور بصفارة حكم، وركلة، وهدف.

اقرأ ايضاً