السعودية تختتم مشاركتها المتميزة في معرض الدوحة للكتاب 2025

كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في

اختتمت المملكة العربية السعودية مشاركتها الفاعلة في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب 2025، والذي أُقيم مؤخرًا في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، بحضور ثقافي بارز ومشاركة مميزة من عدد كبير من الزوار ودور النشر والمؤسسات الفكرية والثقافية على المستويين الإقليمي والدولي، وشكّلت المشاركة السعودية محطة نوعية ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لهذا المعرض الذي يُعد من أبرز الأحداث المعرفية في منطقة الخليج العربي والعالم العربي عمومًا.

وقد جاءت مشاركة المملكة بتنظيم وإشراف من هيئة الأدب والنشر والترجمة، التي ترأست وفدًا ثقافيًا وأدبيًا عالي المستوى ضم ممثلين عن مؤسسات سعودية مرموقة تمثل التنوع والغنى الثقافي في المملكة، من أبرزها دارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بالإضافة إلى جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وجمعية النشر، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وشركة ناشر للنشر والتوزيع، هذه التشكيلة من الجهات الحكومية والخاصة عكست بشكل واضح مدى الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة، ومدى اهتمامها بتقديم صورتها الحديثة للعالم، في إطار التحول الوطني الذي تقوده رؤية المملكة 2030، لا سيما على مستوى تطوير قطاع الثقافة وتعزيز حضوره عالميًا.
إقرأ ايضاً:مواعيد ومواقع عروض القوات الجوية في اليوم الوطني السعودي 95 مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنية

الجناح السعودي في المعرض حمل في طيّاته مزيجًا متنوعًا من الفعاليات والمحتوى الثقافي والمعرفي، حيث عُرضت مجموعة من الإصدارات النوعية في مجالات الأدب، والتاريخ، والدين، والفكر، واللغة، إضافة إلى منتجات معرفية تعكس المسيرة التاريخية والثقافية السعودية، كما قدّم الزوار إشادة واسعة بالتنظيم والمحتوى المعروض، هذا الجناح لم يكن مجرد ركن للعرض، بل شكّل منصة تفاعلية ضمّت جلسات حوارية، وأمسيات شعرية، ولقاءات أدبية وفكرية، مكّنت الزوار من التفاعل المباشر مع التجربة الثقافية السعودية، والانفتاح على الأصوات الجديدة في عالم الإبداع السعودي.

وقد حرصت المملكة من خلال هذه المشاركة على إبراز المنجزات التي حققتها مؤسساتها الثقافية، والتطور الملحوظ في مستوى الإصدارات الأدبية والعلمية، إلى جانب التأكيد على أهمية الثقافة كقوة ناعمة في تعزيز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، كما أن التمثيل الرسمي للمؤسسات الثقافية في الوفد يعكس التزامًا وطنيًا بتعزيز حضور المملكة في المنصات الفكرية العالمية، وترسيخ مكانتها باعتبارها شريكًا حضاريًا فاعلًا في منظومة الثقافة العربية والعالمية.

ومن خلال هذه المشاركة أيضًا، سعت المملكة إلى تعزيز فرص الشراكات مع دور النشر الإقليمية والدولية، وتوسيع دائرة التبادل الثقافي بما يخدم تنمية الصناعة المعرفية محليًا، وتمكين المؤلفين السعوديين من الوصول إلى قراء جدد في أسواق الكتاب المختلفة، وقد حظيت جهود المملكة بإشادة من العديد من المشاركين في المعرض، الذين ثمّنوا مستوى الجناح السعودي من حيث التنظيم، ونوعية المطبوعات، وغنى الأنشطة الثقافية المصاحبة.

هذه المشاركة امتدادٌ لحضور المملكة المتنامي في المشهد الثقافي الدولي، إذ أصبحت معارض الكتب الدولية تشكّل منصات مهمة للدبلوماسية الثقافية السعودية، والتي تسعى عبرها الدولة إلى تقديم ثقافتها في ثوبها الحديث، والتعريف بمبادراتها النوعية الرامية إلى النهوض بالمشهد الثقافي من خلال سياسات تشجع على الإبداع، وتدعم الإنتاج المحلي، وتفتح آفاق التعاون مع مختلف الثقافات.

يُشار إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يُعد من أقدم وأهم المعارض الثقافية في المنطقة، حيث انطلقت دورته الأولى عام 1972 بتنظيم من وزارة الإعلام والثقافة القطرية، وتحول إلى معرض دولي عام 1982، ويواصل منذ ذلك الوقت جذب المشاركين من مختلف أنحاء العالم، نظرًا لما يتمتع به من سمعة رصينة، ومحتوى فكري غني، وبرنامج ثقافي مصاحب يعكس حيوية الحركة الثقافية في العالم العربي.

وقد كانت دورة هذا العام محطة مهمة لعرض مستجدات النشر والتأليف، ولقاء المثقفين والناشرين، وتوقيع الكتب، وتبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات والدول المشاركة، حيث شاركت أكثر من 500 دار نشر من 30 دولة حول العالم، وفي هذا السياق، فإن المشاركة السعودية شكّلت إضافة نوعية سواء من حيث التنظيم أو المحتوى، وأسهمت في تعزيز الحضور السعودي في الفضاء الثقافي الخليجي والعالمي.

اقرأ ايضاً