الروبوت ينقذ حياة حاجة صينية في مكة.. تدخل جراحي دقيق ينتهي بنجاح مبهر

كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في

في إنجاز طبي جديد يعكس جاهزية المملكة واستعدادها الكامل لرعاية حجاج بيت الله الحرام بأحدث التقنيات، نجح فريق طبي في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة – أحد المراكز التابعة لتجمع مكة المكرمة الصحي – في إنقاذ حياة حاجة صينية بعد إصابتها بحالة صحية حرجة تمثّلت في التهاب رئوي حاد، وذلك عبر تدخل جراحي دقيق باستخدام الروبوت الجراحي المتقدم "دافنشي".

الحالة استدعت استجابة طبية عاجلة بمجرد وصول الحاجة إلى المدينة الطبية، حيث بيّنت الفحوصات السريرية والإشعاعية وجود تجمعات في التجويف البلوري للرئة اليمنى، الأمر الذي شكّل خطرًا مباشرًا على حياتها بسبب تدهور وظائف التنفس وزيادة مؤشرات الالتهاب.
إقرأ ايضاً:"احذر.. وقوف سيارتك في غير الأماكن المخصصة يكلفك هذه الغرامة تراجع أسعار البيض وتباين منتجات الألبان والحليب في السعودية

وفي ضوء ذلك، اتخذ الفريق الطبي المتخصص في جراحة الصدر قرارًا فوريًا بالتدخل الجراحي مستخدمين تقنية الروبوت، في خطوة مثّلت خيارًا نوعيًا لتقليل المضاعفات وضمان أقصى درجات الدقة.

العملية التي أُجريت باستخدام "Da Vinci Surgical System" المتطور، قادها الدكتور متعب الزايدي، استشاري جراحة الصدر والمريء والمعدة، والذي أوضح أن سرعة التشخيص ودقة القرار بالتدخل باستخدام الروبوت ساعدت في تحسين فرص الشفاء وإنقاذ حياة المريضة.

وأكد الدكتور الزايدي أن هذه التقنية، التي تعتمد على تدخل جراحي محدود دون الحاجة إلى الشقوق الجراحية الكبيرة، مكّنت الفريق من التعامل مع التجمعات الالتهابية داخل الرئة بكفاءة عالية ودون التسبب في مضاعفات جانبية تُذكر.

واعتبرت المدينة الطبية أن نجاح هذه العملية يعكس الاستثمار الكبير الذي أولته الدولة في مجال الرعاية التخصصية، ويبرهن على التزام المملكة بتوفير أفضل مستويات الخدمة الطبية لحجاج بيت الله الحرام، خاصة في ظل ظروف الحج وما قد يرافقها من إجهاد بدني أو أمراض طارئة.

وأضافت الإدارة أن هذه الحالة تمثل نموذجًا واضحًا لما يمكن أن تحققه التقنيات الحديثة من فرق فارق في إنقاذ الأرواح، وتحديدًا في الحالات التي تتطلب سرعة في الاستجابة ودقة في التنفيذ.

ويمثّل استخدام الروبوت الجراحي أحد مظاهر التطور النوعي في منظومة الرعاية الصحية داخل المملكة، حيث يتيح للأطباء رؤية مكبرة ثلاثية الأبعاد ومجال حركة أدق من اليد البشرية، ما يسمح لهم بإجراء العمليات الجراحية المعقدة في بيئة آمنة، مع تقليل فترة التعافي وتسريع عودة المرضى إلى وضعهم الطبيعي.

ويُشار إلى أن مثل هذه التقنية المتقدمة ليست شائعة على نطاق واسع في العديد من دول العالم، إلا أن المملكة حرصت على تبنيها في مراكزها الطبية الكبرى، لتقديم تجربة طبية متقدمة للحجاج تتماشى مع مكانة المملكة الريادية في رعاية ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.

وقد عبّرت الحاجة الصينية عن امتنانها العميق لما وجدته من رعاية طبية فائقة، مشيدة بالسرعة في التشخيص والدقة في التدخل، وبالاحترافية التي تعامل بها الفريق الطبي معها منذ لحظة دخولها المستشفى.

فيما أشار مرافقيها إلى أن مثل هذا الاهتمام يعكس إنسانية المملكة وحرصها الكبير على سلامة الحجاج، أيًا كانت جنسياتهم أو ظروفهم الصحية.

ويأتي هذا الإنجاز ليُضاف إلى سلسلة النجاحات الطبية التي تُسجلها المملكة سنويًا خلال موسم الحج، تأكيدًا على الجهود الجبارة التي تبذلها المؤسسات الصحية لتوفير رعاية صحية متكاملة، حديثة، ومجانية لضيوف بيت الله الحرام، بدءًا من نقاط الفرز الميدانية، وصولًا إلى التخصصات الدقيقة داخل مراكزها المتقدمة.

اقرأ ايضاً