احذر! كل ما تشاهده قد يكون مزيفًا.. "التزييف العميق" يهدد الحقيقة ويربك الأسواق والحكومات عالميًا

يبدو أن العالم بات على أعتاب أزمة حقيقة عميقة، بعدما خرجت تقنية "التزييف العميق" عن السيطرة، مدفوعة بتطورات غير مسبوقة في أدوات الذكاء الاصطناعي. فما كان في الماضي يتطلب استوديوهات متخصصة ومهارات تقنية عالية، أصبح اليوم في متناول الجميع، لا يتطلب أكثر من اتصال بالإنترنت وأداة مجانية لتوليد صور وفيديوهات ورسائل صوتية تحاكي الواقع بدقة مقلقة. هذه القدرة المذهلة على تقليد الأشخاص والمواقف والمشاهد أصبحت تمثل تهديدًا وجوديًا للثقة بالمحتوى الرقمي.
ورغم محاولات الحكومات لملاحقة هذه الموجة بتشريعات جديدة، فإن سرعة انتشار أدوات التزييف تتفوق بمراحل على تلك الإجراءات. وبحسب بيانات شركة "Signicat"، فقد تضاعفت محاولات الاحتيال باستخدام الفيديوهات المزيفة أكثر من 20 مرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. في المقابل، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي من استغلال هذه التقنية في عمليات مالية احتيالية على نطاق واسع، ما يؤكد خطورة الظاهرة التي لا تميز بين أفراد عاديين ومشاهير وقادة سياسيين.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالاتاحرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج
وتعود نشأة هذه التقنية إلى عام 2017 حين نشر مبرمج خوارزمية مفتوحة المصدر على موقع Reddit، مما سمح بانتشارها سريعًا خارج الأوساط الأكاديمية. ومنذ عام 2022، أصبحت أدوات التزييف العميق أكثر سهولة ودقة، إذ يمكن لأي مستخدم إنتاج مقاطع كاملة بمجرد كتابة وصف نصي، بينما تتكفل الخوارزميات بالباقي، من الصوت إلى تعابير الوجه.
وتستخدم هذه المقاطع غالبًا خوارزميات تعلّم عميق تُدرَّب على فيديوهات وصوت حقيقيين لشخص معيّن، لتتمكن من إنتاج محتوى يبدو واقعيًا تمامًا، رغم زيفه الكامل. ويتم أحيانًا دمجها مع أدوات استنساخ الصوت للحصول على مقاطع يصعب تمييزها حتى من قبل المتخصصين. ومن أبرز الأمثلة، فيديو مفبرك لهجوم على البنتاغون تسبب باضطراب في الأسواق، وصور مزيفة لتايلور سويفت أثارت ضجة سياسية، فضلًا عن مقاطع نُسبت زورًا إلى كامالا هاريس خلال حملتها الانتخابية.
ويحذّر محللون من أن خطورة هذه التقنية لا تقتصر على ما يمكن إنتاجه، بل تمتد لتقويض الثقة في المحتوى الحقيقي أيضًا، حيث أصبح من السهل على أي طرف نفي صحة أي فيديو حقيقي بادعاء أنه مفبرك. هذا ما يُعرف بثغرة "الإنكار المعقول" التي تهدد أسس الإثبات في الإعلام والسياسة وحتى القضاء.
وفي مواجهة هذا التهديد، تسعى كبرى شركات التقنية مثل مايكروسوفت وغوغل وميتا لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على كشف التزييف من خلال تحليل الإشارات الرقمية الخفية، كالتناقضات في الظلال أو التشوهات الدقيقة في الحواف. كما بدأت عدة مؤسسات بحثية حول العالم بتطوير علامات مائية رقمية يمكن زرعها في الصور والفيديوهات المولدة، ما يسهل تتبعها والكشف عنها لاحقًا.
ولكن ورغم هذه الجهود، يرى الخبراء أن المعركة الأهم ليست تقنية أو قانونية فقط، بل مجتمعية بالدرجة الأولى. فبحسب المحلل ألان القارح، أصبح كل مستخدم للإنترنت مطالبًا بلعب دور المدافع الأول عن الحقيقة، وذلك بعدم التسرع في تصديق أو مشاركة أي محتوى مشكوك في مصدره، لأن ضحايا التزييف لا يشملون فقط الشخصيات البارزة، بل كل فرد معرض لاستخدام وجهه وصوته في محتوى مفبرك دون علمه.
ومع دخول العالم عصر "الحقيقة البديلة"، قد لا يكون بالإمكان وقف زحف "التزييف العميق"، لكن من الممكن التخفيف من تأثيره، إذا تضافرت الجهود التقنية، القانونية، والتوعوية، قبل أن يصبح ما نراه ونسمعه جميعه عرضة للشك والتشكيك الدائم.
- "النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط
- نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية
- موعد فتح باب التقديم للوظائف الأكاديمية بجامعة جازان السعودية (التفاصيل)
- شركة روابي القابضة للنفط والغاز السعودية توفر عدد من الوظائف الشاغرة (رابط التقديم)
- البوابة السعودية للعمل عن بُعد تعلن عن طرح (23) وظيفة ل(رجال/نساء) من حملة كافة المؤهلات
- هل الإبعاد من السعودية يشمل جميع دول الخليج