تصعيد جديد: الوكالة الذرية تؤكد انسحاب مفتشيها بالكامل من إيران رسميًا

كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الجمعة، سحب آخر مفتشيها المتبقين من إيران، في تصعيد جديد يُنذر بتعقيد الجهود الدولية لمراقبة البرنامج النووي الإيراني، بعد أسابيع من الضربات العسكرية الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، والتي أسفرت عن انقطاع شبه كامل في مهام التفتيش منذ منتصف يونيو الماضي.

وجاء هذا الإجراء في وقت تستمر فيه تداعيات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، التي اندلعت قبل 3 أسابيع واستمرت 12 يومًا، حيث شنّت خلالها إسرائيل أولى ضرباتها على مواقع نووية حساسة داخل الأراضي الإيرانية، ما دفع طهران إلى تعليق التعاون غير الرسمي مع الوكالة وفرض قيود مشددة على أنشطة التفتيش، رغم أن الوكالة أكدت أن ذلك لم يُبلّغ رسميًا بعد. ويأتي قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسحب مفتشيها بعد أن بقي فريقها في طهران طوال فترة النزاع العسكري، وسط مخاوف متزايدة على سلامتهم في ظل الانتقادات الحادة التي وُجهت لهم من وسائل الإعلام الإيرانية ومسؤولين رسميين.
إقرأ ايضاً:نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية ثورة في علاج الكسور: لاصق صيني جديد يصلح العظام خلال 3 دقائق بدون جراحة

وأكدت الوكالة، في بيان رسمي، أن مفتشيها غادروا طهران "بسلام" متجهين إلى مقرها في فيينا، مشيرة إلى أن سلامة طاقمها تبقى أولوية قصوى في ظل التوترات المتصاعدة. وفي السياق ذاته، أفاد دبلوماسيون بأن عدد المفتشين في إيران كان قد انخفض بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في 13 يونيو، بينما تُطرح تساؤلات عن مستقبل التعاون الفني بين الطرفين.

وبرزت مؤشرات توتر إضافية حين أقرّ البرلمان الإيراني قانونًا يعلّق أي تعاون مع الوكالة حتى يتم التأكد من سلامة المنشآت النووية، وهو ما يعكس تصعيدًا سياسيًا يعقّد إمكانية استئناف التفتيش في المستقبل القريب. في المقابل، شدّد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، على تمسّكه بتقرير الوكالة الصادر في 31 مايو، والذي اتهم إيران بخرق التزاماتها النووية، مؤكدًا أن التقرير لم يكن غطاءً دبلوماسيًا لأي هجوم عسكري كما اتهمته طهران.

وترى بعض الأوساط الدبلوماسية أن انسحاب المفتشين قد يعمّق فجوة الثقة بين طهران والمجتمع الدولي، ويعيد البرنامج النووي الإيراني إلى مربع الغموض، وسط دعوات لاستئناف الحوار وضمان حيادية الوكالة، ووقف التصعيد الذي قد يفتح أبواب مواجهة جديدة في الشرق الأوسط.

اقرأ ايضاً