أعلنت المديرية العامة للجوازات في السعودية عن تطبيق شروط جديدة صارمة للزيارة العائلية، تقصر التأشيرات على أفراد الأسرة المباشرين فقط، في خطوة وصفت بأنها "الموجة التنظيمية الأقوى" منذ عقود. القرار أثّر على أكثر من 6 ملايين مقيم، مع تحديد مهلة 90 يوماً قبل أن تصبح بعض الإقامات غير مؤهلة لتقديم طلبات الزيارة.
إقرأ ايضاً:
تأثير القرار على المقيمين
أحمد المصري، مقيم منذ ثماني سنوات، كان يخطط لاستقدام والدته المريضة، لكنه وجد أن إقامته تنتهي خلال شهرين: "شعرت وكأن الأرض انهارت تحت قدمي"، بحسب قوله.
الأثر لم يقتصر على الأفراد فقط، إذ شهدت مكاتب الترجمة والتصديق ازدحاماً غير مسبوق، مع ارتفاع الطلب بشكل كبير. فاطمة السورية، صاحبة مكتب ترجمة بالرياض، تقول: "الهاتف لا يتوقف عن الرنين، ونتوقع زيادة أرباحنا ثلاث مرات خلال الشهرين القادمين."
الشروط الجديدة للزيارة العائلية
تشمل الشروط الأساسية التي أعلنتها الجوازات:
-
أن تكون إقامة المقيم سارية لمدة لا تقل عن 90 يوماً.
-
أن يكون جواز الزائر صالحاً لأكثر من ستة أشهر.
-
إلزامية ترجمة وتصديق كافة الوثائق رسمياً.
-
تقتصر التأشيرات على الأقارب المباشرين فقط، مثل الزوجة والأبناء والآباء.
د. خالد العمري، خبير قانون الهجرة، يصف القرار قائلاً: "مثل فلترة القهوة - الآن فقط الأقارب المباشرون يمكنهم العبور عبر المصفاة الجديدة."
تحديات جديدة للمقيمين
محمد الأردني، موظف في الرياض، اضطر لإلغاء زيارة أخيه بسبب انتهاء صلاحية جوازه قبل ستة أشهر، مشيراً إلى "تكاليف إضافية وإجراءات معقدة تتطلب وقتاً طويلاً".
الخبراء يتوقعون زيادة بنسبة 300% في الطلب على خدمات الترجمة والتصديق، مع طوابير طويلة أمام مكاتب التصديق وشاشات هواتف تعرض رسائل رفض الطلبات، مما قد يؤثر على آلاف الأسر ويعطل خططهم العائلية طويلة المدى.
الهدف من الإجراءات الجديدة
يأتي هذا القرار ضمن رؤية السعودية 2030 لتنظيم سوق العمل وتعزيز الرقابة الأمنية، ومواصلة جهود التوطين التي بدأت في التسعينات وأحدثت تغييرات كبيرة في خريطة العمالة الأجنبية بالمملكة.
الخطوة تهدف إلى:
-
تعزيز الرقابة على دخول الزوار.
-
تنظيم طلبات الزيارة العائلية بشكل أكثر دقة.
-
الحد من التأثيرات السلبية على سوق العمل والخدمات.
توصيات للمقيمين
ينصح الخبراء المقيمين باتخاذ الإجراءات التالية فوراً:
-
مراجعة أوضاع الإقامة والتأكد من صلاحيتها.
-
تجهيز كافة الوثائق المطلوبة وترجمتها وتصديقها رسمياً.
-
التواصل مع مكاتب معتمدة للترجمة والتصديق لتجنب التأخير.
-
التخطيط للزيارات وفق الشروط الجديدة لتجنب رفض الطلبات.
تعد هذه الإجراءات من أكثر التعديلات صرامة في تاريخ الزيارة العائلية في السعودية، إذ تعيد تعريف إمكانية استقدام الأقارب، وتضع الأسر أمام تحديات تنظيمية جديدة. ضرورة الالتزام بالمتطلبات الجديدة وتحضير الوثائق مسبقاً أصبح أمرًا حيويًا لضمان استكمال إجراءات الزيارة بنجاح.