أزمة إدارية.. النصر يعطل إعلان انتقال دوران إلى فنربخشة في تطور مفاجئ

كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في

في كواليس انتقالات اللاعبين التي غالبًا ما تكون أكثر إثارة من أحداث المباريات نفسها، يجد المهاجم الكولومبي جوان دوران نفسه عالقًا في منطقة رمادية، بين حلم الانتقال إلى نادي فنربخشة التركي، وبين ورقة رسمية لم تصل بعد من نادي النصر السعودي.

ففي تطور مفاجئ يعكس مدى تعقيد الصفقات الكبرى، كشفت تقارير صحفية تركية عن وجود أزمة إدارية غير متوقعة، أدت إلى تأجيل الإعلان الرسمي عن انتقال اللاعب من صفوف أستون فيلا الإنجليزي إلى فنربخشة، رغم اكتمال كافة الجوانب المالية والتقنية بين جميع الأطراف.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وكان من المفترض أن يكون الإعلان عن الصفقة، التي ستشهد انضمام دوران إلى كتيبة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، مجرد إجراء روتيني، خاصة بعد أن تم الاتفاق على كل شيء بين النادي التركي والنادي الإنجليزي.

لكن العقدة، بحسب الصحفي التركي الموثوق ياجيز سابونجولو، تكمن في الرياض، وتحديدًا لدى نادي النصر، الذي كان طرفًا أساسيًا في المفاوضات الأولية لاستقطاب المهاجم الكولومبي إلى الدوري السعودي، قبل أن يقرر التراجع عن إتمام الصفقة في اللحظات الأخيرة.

ويبدو أن اللوائح والقوانين تتطلب من نادي النصر، كونه كان طرفًا في المفاوضات الثلاثية، أن يقوم بتوقيع وثيقة رسمية مع رابطة الدوري السعودي، يوثق فيها انسحابه بشكل نهائي من الصفقة، وهو الإجراء الذي لم يقم به النادي السعودي حتى هذه اللحظة، مما أدى إلى تعطيل العملية بأكملها.

وأكد سابونجولو أن المشكلة ليست مالية على الإطلاق، ولا تتعلق بأي خلافات فنية، بل هي أزمة "بيروقراطية" وإجرائية بحتة، تسببت في حالة من الإرباك لدى إدارة نادي فنربخشة، التي أنهت كل ما عليها من التزامات وتنتظر بفارغ الصبر الضوء الأخضر لتسجيل لاعبها الجديد.

هذا التأخير غير المبرر يضع جميع الأطراف في موقف حرج، فاللاعب الذي يستعد لبدء فصل جديد في مسيرته تحت قيادة مدرب عالمي، يجد نفسه في حالة انتظار، والنادي التركي الذي يريد حسم قائمته للموسم الجديد، يجد نفسه مكبل الأيدي بسبب ورقة لم توقع بعد في الرياض.

وتشير المصادر المقربة من النادي التركي إلى أن إدارة فنربخشة تمارس ضغوطًا دبلوماسية لحل هذه الأزمة الإدارية في أسرع وقت ممكن، وتأمل في أن تقوم إدارة نادي النصر بواجبها الإجرائي، وتسهل عملية انتقال اللاعب إلى وجهته الجديدة دون المزيد من التأخير.

إن هذه الحادثة تسلط الضوء على التعقيدات التي قد تصاحب مفاوضات اللاعبين، خاصة عندما تتداخل فيها أطراف متعددة من دوريات مختلفة، حيث يصبح الالتزام بالإجراءات الرسمية الدقيقة أمرًا حاسمًا لنجاح أي صفقة، مهما كانت قيمتها.

ومن غير الواضح حتى الآن سبب تأخر النصر في توقيع هذه الوثيقة، فهل هو مجرد تأخير إداري غير مقصود، أم أن هناك أسبابًا أخرى خلف الكواليس لا تزال طي الكتمان، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من التكهنات في الأوساط الرياضية.

ويأمل جمهور فنربخشة أن تكون هذه الأزمة مجرد سحابة صيف عابرة، وأن يتم حلها خلال الساعات القليلة القادمة، ليتمكنوا من رؤية مهاجمهم الجديد يرتدي قميص الفريق، ويشارك في التحضيرات للموسم المقبل الذي يعلقون عليه آمالًا كبيرة.

إن الكرة الآن في ملعب إدارة نادي النصر، التي يقع على عاتقها مسؤولية إنهاء هذا الفصل الإداري المعقد، وتسهيل مهمة اللاعب والنادي التركي، احترامًا للاتفاقات المبدئية التي كانت طرفًا فيها، وحفاظًا على العلاقات الطيبة بين الأندية.

وفي النهاية، فإن قصة انتقال جوان دوران ستظل مثالًا حيًا على أن حسم الصفقات في عالم كرة القدم لا يقتصر على الاتفاقات المالية فقط، بل يتطلب أيضًا دقة وسرعة في إنجاز المعاملات الورقية والإدارية، التي قد تكون في بعض الأحيان أصعب من المفاوضات نفسها.

اقرأ ايضاً