تصريحات نارية من لودي بعد الإقصاء.. يودع المونديال بمرارة ويكشف موقفه من البقاء مع الهلال

رينان لودي
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

عبّر رينان لودي، الظهير الأيسر لفريق الهلال، عن خيبة أمل كبيرة عقب خروج فريقه من منافسات كأس العالم للأندية 2025، بعد خسارته الصعبة أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في لقاء احتضنه ملعب "كامبينج ورلد" بمدينة أورلاندو الأمريكية، مساء الجمعة، ضمن الدور ربع النهائي للبطولة، وشكّل هذا الخروج المفاجئ نهاية غير متوقعة لمسيرة الهلال التي بدأت بأداء مثير للإعجاب أمام كبار أندية العالم.

ولم يكن مشوار الهلال في البطولة تقليديًا، بل شهد لحظات لامعة أبرزها التعادل الشجاع مع ريال مدريد في مرحلة المجموعات، والانتصار التاريخي على مانشستر سيتي في دور الـ16، ما رفع سقف التطلعات لدى جماهيره بأن الفريق قادر على بلوغ النهائي وتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخه، غير أن الحلم الأزرق اصطدم بجدار برازيلي صلب، أنهى رحلته العالمية قبل بلوغ نصف النهائي.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وفي أعقاب المباراة، تحدّث لودي لوسائل الإعلام بلهجة يغلب عليها الحزن، مشيرًا إلى أن الفريق قدم مباراة جيدة رغم الهزيمة، وقال: "نحن نهنئ فلومينينسي على التأهل، لكن لدينا بعض الملاحظات على قرارات الحكم، لم نحصل على ركلة جزاء واضحة في الشوط الثاني، وكان هناك تردد واضح في بعض القرارات الحاسمة، لكن لا مجال الآن لتقديم الأعذار".

وأضاف لودي، الذي يُعد من أبرز اللاعبين في تشكيلة الهلال: "كنا نطمح للوصول إلى أبعد من ذلك في البطولة، لكن كرة القدم لا تعترف سوى بالنتائج، وعلينا أن نتقبل هذه الخسارة رغم مرارتها"، وأكد أن الفريق سيستفيد من هذه التجربة للمنافسات القادمة، مشيرًا إلى أن الأداء العام كان مشرفًا وأن الهلال يملك عناصر قادرة على العودة بقوة.

وعند سؤاله عن مستقبله مع الفريق، بدا لودي متحفظًا لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام جميع الاحتمالات، حيث قال: "في نهاية كل موسم تبدأ الأحاديث عن بقاء هذا أو رحيل ذاك، لكنني أترك هذا الملف لإدارة النادي، إذا رغبوا في استمراري، فأنا حاضر ومستعد، وإن كان القرار مختلفًا، سأحترم ذلك بكل احترافية".

وتابع حديثه بنبرة واقعية قائلاً: "من الصعب الخروج بهذه الطريقة، كنا نأمل في إسعاد الجماهير، ولكننا نعلم أن مثل هذه البطولات تحتاج إلى تفاصيل صغيرة تُحدث الفارق، خسرنا اليوم، لكننا سنعود أقوى"، وأشار إلى أن الفريق عاش ضغطًا بدنيًا ونفسيًا طوال الأسابيع الماضية بسبب الزخم الكبير للبطولة، وأن اللاعبين بذلوا كل ما لديهم.

ومن المقرر، بحسب قرار المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، أن يحصل لاعبو الهلال على راحة لمدة ثلاثة أسابيع بعد العودة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسعى الجهاز الفني لمنح اللاعبين فرصة للتعافي، قبل أن يستأنف الفريق تحضيراته لخوض منافسات كأس السوبر السعودي الذي ينطلق بعد فترة التوقف الصيفي مباشرة.

وكان الهلال قد قدّم مستويات متميزة خلال مشاركته في كأس العالم للأندية، ليؤكد من جديد مكانته كواحد من أكبر الأندية الآسيوية والعربية، وأنه قادر على مقارعة عمالقة الكرة العالمية، رغم خروج الفريق أمام منافس قوي يملك خبرة طويلة في البطولات الكبرى، وقد أثارت هذه المشاركة اهتمام المتابعين والنقاد الرياضيين، الذين أشادوا بالأداء الجماعي للفريق وروح المنافسة التي أظهرها اللاعبون.

ويُتوقع أن تعيد إدارة الهلال تقييم المرحلة الحالية بعد العودة، خصوصًا فيما يتعلق باللاعبين الأجانب ومستقبل بعض العناصر الأساسية، حيث تتجه النية إلى تدعيم الفريق بلاعبين جدد استعدادًا لموسم قوي على الصعيدين المحلي والقاري، كما ستُعقد جلسات خاصة مع الجهاز الفني لمناقشة الأخطاء التي حدثت، وتفاديها مستقبلًا.

ورغم الخروج المبكر من البطولة، فإن حضور الهلال في نسخة 2025 من كأس العالم للأندية سيظل علامة فارقة في مسيرته، إذ كسب الفريق احترام الجميع، وأثبت أنه لا يقل شأناً عن أقوى الأندية العالمية، سواء من حيث الأداء الفني أو الانضباط التكتيكي والروح القتالية داخل الملعب.

الجماهير الهلالية، وعلى الرغم من خيبة الأمل، أبدت فخرها بما قدّمه الفريق، موجهة رسائل دعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاعبين والجهاز الفني، مؤكدة أن الطموح لا يتوقف، وأن القادم سيكون أفضل، وقد تحوّل وسم "الهلال_فخر_آسيا" إلى أحد أبرز الوسوم تداولاً، وسط إشادات بالمستوى والروح الرياضية رغم الخسارة.

وفي الوقت الذي يغادر فيه الهلال البطولة من الدور ربع النهائي، فإنه يترك بصمة واضحة في سجل المشاركات السعودية، ويُمهّد الطريق أمام أندية المملكة القادمة للسير على خطاه، والاستفادة من خبرته، خاصة أن المملكة تستضيف النسخة المقبلة من البطولة، ما يعزز الحافز لدى جميع الفرق لتحقيق نتائج تاريخية.

ومع عودة الفريق إلى الرياض، تبدأ مرحلة جديدة من التحضير والتركيز، إذ لا مجال للإحباط في نادٍ بحجم الهلال، بل يُعد ما حدث محطة للمراجعة والبناء، ليتحول الإخفاق المؤقت إلى انطلاقة أكبر نحو المجد والبطولات القادمة، محليًا وقاريًا ودوليًا.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook