هل هو تحدي أم خطوة محسوبة؟ خبير اقتصادي يوضح سبب موافقة 8 دول بـ «أوبك بلس» على رفع الإنتاج!

أوبك بلس
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

وافقت ثماني دول من تحالف "أوبك بلس" على رفع إنتاجها من النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميًا بدءًا من شهر أغسطس المقبل، في خطوة تشير إلى تحرك منسق تجاه تلبية الطلب العالمي المتزايد خلال فصل الصيف، وفي ذات الوقت الحفاظ على استقرار الأسواق النفطية.

ويأتي هذا القرار في إطار جهود التحالف المتواصلة لضبط إيقاع العرض بما يتلاءم مع متغيرات السوق العالمية، خاصة في ظل حالة التذبذب التي تشهدها أسعار النفط مؤخرًا.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وفي مداخلة عبر أثير إذاعة "الإخبارية"، أوضح المحلل الاقتصادي الدكتور علي الحازمي أن هذه الزيادة تأتي متوافقة مع الارتفاع الموسمي في الطلب على المنتجات البترولية خلال فصل الصيف، مشيرًا إلى أن هناك اتجاها واضحًا لدى دول التحالف إلى الحفاظ على الحصة السوقية، حتى وإن كان ذلك على حساب الحفاظ على مستويات أسعار مرتفعة.

وأضاف أن هناك أولويات لدى "أوبك بلس" تتمثل في تأمين موقعها الاستراتيجي في سوق الطاقة العالمي، خصوصًا مع تنامي المنافسة من خارج التحالف، وتنامي الدور المتزايد للولايات المتحدة كمصدر رئيس للنفط الصخري.

وأكد الحازمي أن ما نشهده حاليًا هو انعكاس لسياسة متوازنة تجمع بين الاستجابة لحاجات السوق الفعلية والتزام استراتيجي بالتحكم في حجم الإنتاج، وهو ما مكّن "أوبك بلس" خلال السنوات الأخيرة من استعادة زمام المبادرة، بعد أن كانت السوق تعاني من تخمة في المعروض خلال فترات سابقة.

ولفت إلى أن القرار يحمل في طياته مؤشرات إيجابية قد تنعكس على أسعار النفط على المدى المتوسط، رغم حالة التذبذب الحالية التي تعود لعوامل جيوسياسية وظروف اقتصادية متباينة بين الدول الكبرى.

وأشار إلى أن الفترات الماضية شهدت عدة خطوات من قبل دول "أوبك بلس" نحو خفض طوعي للإنتاج، سواء بشكل فردي من بعض الدول أو باتفاق جماعي داخل المنظمة، بهدف الحد من الضغوط السلبية على الأسعار وضمان الاستقرار في سوق النفط العالمية.

غير أن السياق الحالي، وما يشهده السوق من ارتفاع موسمي في الطلب، فرض على الدول الأعضاء في التحالف التوجه إلى خيار الزيادة المحدودة في الإنتاج، وهو خيار محسوب يستهدف تحقيق التوازن دون الإخلال باستقرار السوق.

ويعكس إعلان هذه الزيادة توافقًا واضحًا بين الدول الأعضاء على أهمية التحرك المشترك، حيث يشكّل هذا الانسجام عنصرًا حاسمًا في نجاح استراتيجية "أوبك بلس"، وتأتي هذه الخطوة في وقت تستعد فيه العديد من الدول الصناعية لزيادة استهلاكها من الطاقة، تزامنًا مع ذروة فصل الصيف وتوسع الأنشطة الاقتصادية بعد تراجع بعض مؤشرات التضخم في الاقتصادات الكبرى.

كما يُنظر إلى هذه الزيادة على أنها رسالة تطمينية للأسواق بأن التحالف قادر على الاستجابة لمتطلبات السوق العالمية بكفاءة ومرونة، من دون أن يُحدث اختلالًا في آلية العرض والطلب.

ويترقب المراقبون ما إذا كانت هذه الزيادة ستحقق الهدف المنشود في تحقيق استقرار الأسعار وتلبية احتياجات السوق المتصاعدة خلال الأشهر المقبلة، وسط توقعات بمزيد من التنسيق بين المنتجين لضمان عدم حدوث تقلبات حادة في الأسعار أو الإمدادات.

ويمثل قرار رفع الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا تحركًا استراتيجيًا يعكس مرونة "أوبك بلس" في التفاعل مع معطيات السوق، والتزامها بالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة، التي ما تزال تمثل محورًا حيويًا في الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الأزمات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية المتسارعة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook