قرار مفاجئ من الهلال تجاه "حمدالله" بعد المشاركة المحدودة في المونديال..اتفاق بالتراضي ينهي التجربة

كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في

بينما لا تزال أصداء خروج الهلال من بطولة كأس العالم للأندية 2025 تتردد بين جماهيره، بدأت إدارة النادي في ترتيب أوراقها سريعًا استعدادًا لما هو قادم، وأولى خطواتها كانت بحسم مصير المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، الذي لم يمكث طويلًا داخل أسوار الزعيم، حيث تشير المصادر إلى أن الإدارة والمدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي اتفقا على إنهاء العلاقة التعاقدية معه مبكرًا.

وكان الهلال قد تعاقد مع حمدالله قادمًا من نادي الشباب على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر فقط، وجاء هذا التعاقد في توقيت حرج وقبل أيام من مواجهة فلومينينسي البرازيلي في ربع نهائي مونديال الأندية، وهي المباراة التي خسرها الهلال بهدفين مقابل هدف وودّع البطولة من الدور الأول.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطس وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

في تلك المواجهة التي كانت مفصلية في موسم الزعيم، شارك حمدالله كبديل في الدقيقة الخامسة والسبعين، ولم يتمكن من ترك بصمته أو إنقاذ الفريق من الخسارة، ما فتح الباب أمام تقييم شامل للتجربة القصيرة التي لم تثمر عن الإضافة المرجوة.

وبحسب ما نقلته المصادر، فإن إدارة الهلال تُكنّ تقديرًا كبيرًا لحمدالله، بعد أن أبدى استعداده للانضمام إلى الفريق في وقت ضيق ودون مطالب تعجيزية، وهو ما ترك أثرًا إيجابيًا لدى مسؤولي النادي، ودفعهم للسعي نحو إنهاء العقد بطريقة ودّية تحفظ كرامة اللاعب وتجنّب النادي أي تبعات مالية.

السبب وراء هذا التحرك السريع، وفقًا لما أوضحته الصحيفة، هو أن عقد الإعارة الذي تم توقيعه بين الهلال والشباب يتضمن بندًا يسمح بإنهائه في أي وقت باتفاق الطرفين، وهو ما استندت إليه الإدارة في مفاوضاتها الحالية مع اللاعب.

ورغم أن حمدالله يُعد من أبرز الأسماء الهجومية في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة، فإن التوقيت والظروف لم يخدماه داخل الهلال، خصوصًا أن مدرب الفريق سيموني إنزاجي لم يظهر حماسًا لاستمراره في التشكيلة، وهو ما أكّدته المصادر الإعلامية المقربة من النادي.

ورغم التقدير الإداري لحمدالله، إلا أن إنزاجي يرى أن طريقة لعب الفريق وتكتيكه لا يتوافقان مع ما يمكن أن يقدمه المهاجم المغربي، ما دفعه لإبلاغ الإدارة بعدم رغبته في ضمه لقائمة الموسم المقبل، حتى إن تأخرت الصفقات الجديدة أو تعثرت في التوقيع.

وحتى الآن، لم يُعلن الهلال بشكل رسمي عن فسخ عقد اللاعب، لكن كل المؤشرات تدل على أن الإعلان قد يتم خلال الأيام القليلة المقبلة، خصوصًا بعد الوصول لصيغة تفاهم متبادل بين الطرفين حول آلية إنهاء الإعارة دون إحداث أي تصعيد أو أزمة.

وفي ظل هذا التحول السريع في الموقف، لم تتضح بعد الوجهة القادمة لحمدالله، لكن من المتوقع أن تعود الأنظار إلى ناديه السابق الشباب، أو أن تدخل أندية أخرى على خط المفاوضات، خصوصًا مع بقاء فترة الانتقالات الصيفية مفتوحة.

ومع كل ما حدث، يبدو أن الهلال يسابق الزمن لترتيب صفوفه قبل التوجه إلى هونج كونج الشهر المقبل للمشاركة في كأس السوبر السعودي، وهي البطولة التي يراها النادي فرصة لتعويض الإخفاق العالمي وتقديم صورة أفضل فنيًا ومعنويًا.

ومن المنتظر أن يحدد المعسكر الإعدادي الذي سيقيمه الفريق تحت قيادة إنزاجي الشكل النهائي للتشكيلة، ومن سيبقى ومن سيغادر، خاصة في ظل التوجه لإجراء تغييرات كبيرة في خط الهجوم بعد إخفاق المونديال.

ويواجه الهلال ضغوطًا كبيرة هذا الموسم بعد أن دخل المنافسات بترشيحات قوية لتحقيق الألقاب، إلا أن ضربة الخروج المبكر من كأس العالم للأندية فتحت أبواب النقد ورفعت سقف المطالبات الجماهيرية بإجراء إصلاحات شاملة.

وعلى الرغم من أن تعاقد حمدالله كان قصير الأجل، إلا أن الجدل حوله لم يكن عابرًا، بل كشف عن مدى دقة المرحلة الحالية التي يمر بها الهلال، وحساسية القرارات الفنية والإدارية التي تُتخذ في كل تفاصيل الفريق.

وتبقى الأيام القادمة حاسمة في رسم ملامح مستقبل الزعيم، خاصة على مستوى الصفقات الأجنبية وتحديد هوية المهاجم الأساسي الذي سيقود كتيبة إنزاجي في الموسم الجديد، وهي مهمة لا تبدو سهلة في ظل الضغوط الجماهيرية وارتفاع مستوى المنافسة المحلية والقارية.

اقرأ ايضاً