قفزة صامتة تحول مطارًا سعوديًا إلى منافس عالمي.. التفاصيل تُكشف لأول مرة

في خطوة تعكس التحول الكبير في قطاع الطيران السعودي، أعلن مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة تحقيقه رقمًا قياسيًا غير مسبوق في عدد المسافرين خلال النصف الأول من عام 2025، بعد أن تجاوز عدد المسافرين عبره حاجز 25.5 مليون مسافر، مسجلًا نسبة نمو بلغت 6.8٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يمثل قفزة تشغيلية لافتة ويعكس التحول الهيكلي والإداري في قطاع النقل الجوي.
وهذا الأداء المتصاعد يضع مطار الملك عبدالعزيز على خارطة المنافسة الإقليمية والدولية، ويؤكد أنه لم يعد مجرد محطة محلية بل مركزًا محوريًا في حركة النقل الجوي العالمي، بفضل موقعه الاستراتيجي وارتباطه الوثيق بالحرمين الشريفين، حيث يُعد المطار البوابة الجوية الأولى للحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذردوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات
وخلال الفترة من يناير حتى نهاية يونيو من العام الجاري، استقبل المطار أكثر من 150 ألف رحلة جوية، محققًا زيادة بنسبة 6.3٪ عن العام الماضي، في دلالة على النمو المتوازن في الرحلات المجدولة والطيران العارض، وهو ما يعكس تنوع الخيارات التشغيلية والتوسع في الوجهات الإقليمية والدولية.
كما أظهرت بيانات المطار أن عدد الحقائب التي تمت مناولتها في الستة أشهر الأولى من عام 2025 بلغ 29.4 مليون حقيبة، بزيادة قاربت 12٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس ارتفاع الكفاءة التشغيلية في خدمات الأمتعة وسلاسة الإجراءات، وتطور الأنظمة الآلية والتقنية في صالات السفر.
وفي بُعد رمزي يعزز هوية المطار الروحية، تم توزيع 4.8 ملايين عبوة من مياه زمزم على المسافرين، مما يُعزز من خصوصية المطار كأحد أبرز المنافذ الدولية التي تخدم الحجاج والمعتمرين وتُكرّس روح الضيافة السعودية المرتبطة بخدمة ضيوف الرحمن.
وسجل يوم 5 أبريل 2025 رقمًا غير مسبوق بوصفه الأعلى تشغيلًا في تاريخ المطار، حيث استقبل خلال 24 ساعة فقط نحو 178 ألف مسافر، في سابقة تؤكد جاهزية البنية التحتية للمطار وكفاءة الكوادر العاملة على مدار الساعة، في التعامل مع الضغط التشغيلي الكبير.
ومع هذه القفزة النوعية، اقترب مطار الملك عبدالعزيز من أرقام مطارات دولية شهيرة في النصف الأول من عام 2025، حيث سجل مطار دبي الدولي نحو 28.5 مليون مسافر، بينما استقبل مطار إسطنبول الدولي ما يقارب 30 مليون مسافر، أما مطار هارتسفيلد-جاكسون أتلانتا في الولايات المتحدة، فقد سجل 34 مليون مسافر، ليبقى الأكبر عالميًا.
ويشير هذا التقدم المتسارع إلى أن مطار جدة بات على بُعد خطوات من دخول قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا في العالم، مستفيدًا من زخم مشاريع التوسعة المستمرة ومبادرات التطوير النوعية، التي تُشكل جزءًا من مستهدفات رؤية السعودية 2030 الساعية لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للنقل والخدمات اللوجستية.
وتتضمن الخطط الاستراتيجية للمطار رفع طاقته التشغيلية بشكل متصاعد، ليصل إلى خدمة أكثر من 100 مليون مسافر سنويًا في المستقبل القريب، بالإضافة إلى رفع عدد المسافرين العابرين (الترانزيت) إلى 15 مليونًا، مما يُعزز مكانته كمحور جوي عالمي يربط القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا.
ويعمل المطار ضمن منظومة شاملة على التوسع في ربط الوجهات الدولية، من خلال خطط تستهدف الوصول إلى 150 وجهة عالمية، وهو ما يسهم في تعزيز حركة السياحة الدينية والترفيهية، وتدعيم الاقتصاد الوطني عبر زيادة العوائد المباشرة وغير المباشرة لقطاع الطيران.
أما في جانب الشحن الجوي، فتطمح إدارة المطار إلى رفع الطاقة الاستيعابية إلى 2.5 مليون طن سنويًا، بما يسهم في دعم التجارة الدولية والنمو الصناعي، ويواكب الطموحات الاقتصادية المرتبطة بتحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.
ومن ناحية أخرى، تسعى إدارة المطار إلى تعزيز الإيرادات غير الجوية، مثل المناطق التجارية والخدمات المساندة، من خلال رفع نسبة العوائد من هذه الأنشطة إلى 45٪، مما يُعزز من مرونة النمو المالي والاستدامة التشغيلية، ويوفر تجربة سفر متكاملة للمسافرين.
ويُعد مطار الملك عبدالعزيز أحد أبرز مشاريع البنية التحتية الحيوية في المملكة، حيث تم تدشينه وفقًا لأحدث المعايير الدولية، ويتميز بتصميم معماري يجمع بين الحداثة والطابع الإسلامي، إلى جانب امتلاكه صالات فسيحة ومرافق متقدمة تقدم خدمات متنوعة للمسافرين.
وتأتي هذه الإنجازات في ظل بيئة تنافسية حادة إقليميًا، حيث تسعى مطارات المنطقة، مثل دبي والدوحة وإسطنبول، إلى تعزيز موقعها كمراكز عبور دولية، إلا أن مطار جدة بات اليوم شريكًا حقيقيًا في هذا السباق العالمي، بفضل الدعم الحكومي والتطور المؤسسي المستمر.
ويعكس هذا الأداء المتميز حجم الاستثمار في رأس المال البشري والتقني، والتكامل بين الجهات المشغلة، مما يُرسخ قدرة المملكة على تقديم نموذج ناجح في تشغيل المطارات الكبرى بكفاءة عالمية ومستوى عالٍ من الخدمات.
ويمثل هذا النمو أيضًا انعكاسًا مباشرًا لانتعاش قطاع الطيران بعد جائحة كوفيد-19، وعودة الحركة الجوية الدولية إلى طبيعتها، حيث ارتفعت معدلات السفر بشكل تدريجي منذ عام 2023، مما ساهم في دفع المطارات إلى تعزيز طاقاتها الاستيعابية وتحسين تجربة المسافر.
وفي ظل هذه المؤشرات، يبدو أن مطار الملك عبدالعزيز يسير بخطى واثقة نحو تحقيق طموحه في أن يكون أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، وأن يترجم ذلك إلى تجربة سفر رائدة، واقتصاد مزدهر، وموقع استراتيجي مؤثر في منظومة الطيران العالمية.
- احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج
- "النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط
- أحمد كعكي يرسل بهذه الرسالة الأخيرة لجماهير الاتحاد فماذا قال؟!
- جاياردو يثير الجدل بهذه التسريبات ويتجاهل وضع الخطة فماذا حدث؟!
- هل سيتم إلغاء نظام الفصول الثلاثة؟.. وزير التعليم غدًا أمام مجلس الشورى
- كم ثمن أضحية عيد الأضحى المبارك في مكة المكرمة 1445 / 2024