بعد محاولات احتيال بانتحال صفتها .. تحذير رسمي من السفارة السعودية في واشنطن

كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في

أطلقت السفارة السعودية في العاصمة الأميركية واشنطن تحذيراً عاجلاً للمواطنين السعوديين، بعد تلقيها بلاغات عن محاولات احتيال تقف وراءها جهات مجهولة تنتحل صفة موظفي السفارة، وتستهدف الضحايا عبر اتصالات ورسائل مزيفة، تطلب فيها تحويل مبالغ مالية بذرائع متعددة.

وأكدت السفارة في بيان رسمي أن تلك المحاولات تندرج ضمن عمليات احتيال ممنهجة، تهدف إلى استغلال الثقة في المؤسسات الرسمية السعودية في الخارج، مطالبة المواطنين بعدم التجاوب مطلقاً مع هذه الرسائل أو الاتصالات، وعدم الإفصاح عن أي معلومات شخصية أو مالية تحت أي ظرف.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنية جستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

وشددت السفارة على ضرورة توخي الحذر والانتباه إلى الأساليب التي يتبعها المحتالون، حيث يقومون باستخدام أرقام هواتف أو عناوين بريد إلكتروني توحي بأنها تابعة للبعثة الدبلوماسية السعودية، مستغلين بذلك حالة الثقة التي قد يولدها الانطباع الرسمي للجهة المزعومة.

ودعت السفارة جميع المواطنين السعوديين الموجودين في الولايات المتحدة إلى التواصل المباشر معها عند تلقي أي اتصال مشبوه، مؤكدة أن القنوات الرسمية للسفارة هي الوسيلة الوحيدة والآمنة للحصول على أي معلومات أو خدمات قنصلية.

وأوضح البيان أن السفارة لم ولن تطلب في أي وقت من الأوقات من المواطنين تحويل مبالغ مالية لأي جهة أو سبب، خاصة عبر وسائل الاتصال غير الموثوقة، وأن أي طلب من هذا النوع هو مؤشر مباشر على محاولة احتيالية تستهدف الضحية.

وفي هذا السياق، بيّنت مصادر مطلعة أن بعض محاولات الاحتيال الأخيرة اتخذت طابعاً أكثر تعقيداً، حيث استُخدمت تقنيات تلاعب رقمية تُظهر أرقام الاتصال وكأنها صادرة من السفارة، في حين أنها في الحقيقة تنبع من مصادر مجهولة تهدف للإيقاع بالضحايا.

ويرى مراقبون أن تزايد هذه المحاولات يعكس نمطاً عالمياً متطوراً في جرائم الإنترنت، حيث باتت المؤسسات الدبلوماسية هدفاً للمحتالين، الذين يسعون إلى كسب المال بطرق غير قانونية عبر استغلال الثقة المؤسسية والدبلوماسية.

وأشار مختصون في أمن المعلومات إلى أن هذه العمليات لا تستهدف فقط الجانب المالي، بل قد تهدف أيضاً إلى جمع معلومات حساسة عن الأفراد، يمكن استخدامها لاحقاً في عمليات ابتزاز أو سرقة هوية، ما يزيد من خطورة هذه الممارسات.

وتأتي تحذيرات السفارة في وقت تتزايد فيه حدة التهديدات الإلكترونية التي تطال المؤسسات الرسمية حول العالم، وتستهدف الجاليات في الخارج بأساليب متجددة، تعتمد على الخداع والإيهام بصفة رسمية.

وفي ظل هذه المستجدات، جددت السفارة السعودية تأكيدها على أن قنوات التواصل المعتمدة منشورة بوضوح عبر منصاتها الرسمية، وأنه لا يتم إجراء أي تواصل مع المواطنين إلا من خلال وسائل محددة ومعروفة سلفاً، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم.

كما طالبت السفارة من جميع المواطنين الذين يتعرضون لمحاولات مماثلة بالإبلاغ الفوري عن الحادثة، سواء للسلطات المحلية في الولايات المتحدة أو للبعثة الدبلوماسية نفسها، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بالتنسيق مع الجهات المختصة.

ويأتي هذا التحذير ضمن سلسلة إجراءات استباقية تتخذها البعثات السعودية في الخارج لتعزيز الوعي الأمني لدى المواطنين، وتحصينهم من الوقوع في فخاخ الاحتيال، التي باتت تستخدم أدوات رقمية متقدمة ومتقنة.

وتُعد الولايات المتحدة من أبرز الوجهات التي يقيم فيها عدد كبير من المواطنين السعوديين، سواء للدراسة أو العمل أو العلاج، مما يجعلهم هدفاً محتملاً لمثل هذه الأنشطة الاحتيالية، التي تستغل أوضاعهم القانونية والمعيشية للضغط عليهم.

ويؤكد محللون أن تعاون المواطنين مع السفارة في التبليغ عن هذه المحاولات يساهم بشكل كبير في رصد الشبكات الاحتيالية وملاحقتها قضائياً، حيث يمكن جمع الأدلة اللازمة من خلال البلاغات الفردية وتحليل أنماط الاتصال.

وتحرص السفارة السعودية في واشنطن منذ سنوات على توفير بيئة آمنة لمواطنيها، من خلال إصدار تنبيهات منتظمة ومتابعة الشكاوى وتقديم الدعم القانوني عند الحاجة، في إطار مسؤولياتها القنصلية والدبلوماسية.

كما تعمل البعثة بالتنسيق المستمر مع الجهات الأمنية الأميركية، لتبادل المعلومات حول مثل هذه الأنشطة، وضمان سلامة المواطنين السعوديين، وتوفير الدعم لهم في حال تعرضهم لأي طارئ أو تهديد أمني.

وفي الختام، دعت السفارة جميع المواطنين إلى التحلي باليقظة والوعي، وتجنب الوقوع في فخاخ المحتالين، مشددة على أن التواصل المباشر مع الجهات الرسمية هو الخيار الوحيد الآمن للحصول على الخدمات، دون المخاطرة بالكشف عن معلومات حساسة أو مالية.

اقرأ ايضاً