7 مبادرات ذكية تُعزّز التحول الرقمي في البيئة والمياه والزراعة .. السعودية تعرض ابتكاراتها الرقمية بجنيف

كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في

أظهرت وزارة البيئة والمياه والزراعة التزامًا راسخًا بالتحول الرقمي عبر استعراضها سبع مبادرات نوعية قائمة على التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، وذلك خلال مشاركتها في الجلسة الحوارية "تعزيز الابتكار الرقمي المستدام" ضمن فعاليات الحدث العالمي WSIS+20 المنعقد بجنيف، الذي يمثل أكبر تجمع دولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، وقد استعرضت الوزارة جهودها التقنية التي تهدف إلى تحقيق استدامة الموارد وتحسين مستوى الخدمات البيئية والزراعية في المملكة.

وشارك الدكتور عبدالحميد بن عبدالله العليوي، المشرف العام على وكالة تقنية المعلومات والتحول الرقمي في الوزارة، في تقديم عرض شامل حول هذه المبادرات، بحضور شخصيات دولية بارزة مثل الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات Doreen Bogdan-Martin، وعدد من خبراء الأمم المتحدة والمملكة، حيث سلط الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في دعم استراتيجيات الوزارة للتحول الرقمي.
إقرأ ايضاً:مواعيد ومواقع عروض القوات الجوية في اليوم الوطني السعودي 95 مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنية

واستُهل العرض بالتعريف بمنصة الذكاء الاصطناعي للصحة الحيوانية، التي تمكّنت من الفوز بشهادة التميز في جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS 2025، وهي منصة متقدمة تركز على رصد وتحليل المؤشرات الصحية للحيوانات، والتنبؤ بالأمراض قبل تفشيها، مما يعزز السلامة الصحية ويحد من المخاطر المرتبطة بالثروة الحيوانية.

ومن بين أبرز ما تم استعراضه أيضًا، المنصة الذكية لمراقبة مصادر المياه، التي تُعنى بمراقبة حفر الآبار الجوفية واستخدام الحفارات، باستخدام تقنيات الاستشعار وتحليل البيانات، بهدف الحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامتها في ظل التحديات البيئية والمناخية المتزايدة.

كما تم تسليط الضوء على منصة المراقبة الذكية للمسالخ وأسواق النفع العام، والتي تُستخدم لضمان سلامة الغذاء وتحسين جودة العمليات في هذه المنشآت، عبر أنظمة رقابة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والخرائط الجيومكانية وتقنيات الاستشعار عن بعد، بما يرفع كفاءة الخدمات ويعزز ثقة المستهلك.

وتطرق العرض إلى التعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، من خلال إنشاء مركز الذكاء الاصطناعي للبيئة والمياه والزراعة، وهو مركز متخصص في دعم الابتكار الرقمي وتحليل البيانات الضخمة لتحقيق تحسينات نوعية في الأداء البيئي والزراعي.

كما تناول العرض استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أسهم في أتمتة العمليات وتحسين اتخاذ القرار داخل الوزارة، حيث تم تطوير نماذج ذكية تساهم في التنبؤ والتخطيط وتحليل المخاطر، وهي خطوة متقدمة نحو تفعيل تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاعات الخدمية.

وأبرز الدكتور العليوي كذلك جهود الوزارة في بناء القدرات الرقمية لمنسوبيها، من خلال برامج تدريب مكثفة تُعنى بتمكين الكوادر البشرية من التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في الأنشطة اليومية، مما يعزز من كفاءة العمل ويسهم في نشر ثقافة الابتكار داخل بيئة العمل.

وأكدت الوزارة خلال الجلسة أن الابتكار الرقمي لم يعد ترفًا بل أصبح ضرورة إستراتيجية لمواجهة التحديات البيئية والمائية والزراعية، مشيرة إلى أن التوسع في تطبيق هذه التقنيات يدعم الأمن الغذائي والمائي ويساعد على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.

كما شددت الوزارة على أن رؤية المملكة 2030 تمثل ركيزة أساسية في هذا التوجه، حيث تضع الابتكار في صميم عمليات التنمية، وتسعى إلى بناء قطاع بيئي وزراعي ومائي قادر على مواكبة التطورات العالمية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

ولفتت إلى أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو ريادة رقمية عالمية، عبر حلول تقنية تُراعي البُعد الإنساني والبيئي، وتسعى إلى إيجاد توازن بين التطور التكنولوجي والاستدامة البيئية، وهو ما يتجلى بوضوح في هذه المبادرات التي باتت نموذجًا يحتذى به في المجال البيئي الرقمي.

وأشادت جهات دولية عدة خلال الجلسة بتجربة المملكة، معتبرة أنها مثالٌ حي على كيفية استخدام التقنيات الحديثة لتحسين نوعية الحياة، وضمان استمرارية الموارد، وتقديم خدمات حكومية أكثر ذكاءً وتأثيرًا في المجتمع والبيئة.

وتُعد هذه المشاركة في WSIS+20 بمثابة شهادة دولية جديدة على جدية المملكة في تبني التحول الرقمي المستدام، وترسيخ حضورها بين الدول المتقدمة تقنيًا، لا سيما في القطاعات الحيوية المرتبطة بالبيئة والمياه والزراعة، وهو ما يضعها في موقع ريادي عالمي.

اقرأ ايضاً