"عبر نظام نور".. بدء استقبال طلبات النقل الداخلي للعام الدراسي 1447هـ

وزارة التعليم
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

في خطوة ينتظرها مئات الآلاف من المعلمين والمعلمات في كافة أنحاء المملكة، أعلنت إدارات التعليم في مختلف المناطق عن فتح بوابة "نظام نور"، لبدء استقبال طلبات حركة النقل الداخلي لشاغلي الوظائف التعليمية للعام الدراسي المقبل 1447هـ.

ويمثل هذا الإعلان السنوي انطلاق واحدة من أضخم العمليات اللوجستية والإدارية التي تشهدها وزارة التعليم، حيث تهدف إلى إعادة توزيع الكوادر التعليمية داخل القطاعات التعليمية، في عملية معقدة تسعى لتحقيق توازن دقيق بين متغيرات عدة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

إن حركة النقل الداخلي لا تعد مجرد إجراء إداري روتيني، بل هي أداة استراتيجية هامة، تهدف من خلالها الوزارة إلى تحقيق معادلة صعبة، طرفها الأول هو ضمان استقرار المعلمين والمعلمات وتحقيق رغباتهم الشخصية، وطرفها الثاني هو سد الاحتياج الفعلي في المدارس.

وتُمكّن هذه الحركة شاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية من التقدم برغباتهم للنقل بين المدارس داخل قطاعاتهم التعليمية، سواء كان ذلك رغبة في الانتقال إلى مدرسة أقرب لمقر السكن، أو بحثًا عن بيئة عمل جديدة، أو للانتقال إلى مرحلة دراسية مختلفة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص وزارة التعليم على توفير بيئة عمل محفزة ومستقرة لكوادرها، إيمانًا منها بأن الاستقرار النفسي والاجتماعي للمعلم ينعكس بشكل مباشر على أدائه داخل الفصل، وبالتالي على مستوى التحصيل العلمي للطلاب.

ومن جهة أخرى، تضمن هذه الآلية المنظمة استثمار الكوادر التعليمية بالشكل الأمثل، من خلال توجيه الفائض من المعلمين في مدرسة ما، إلى مدرسة أخرى تعاني من عجز في نفس التخصص، مما يضمن اكتمال الأنصبة التعليمية، وعدم تأثر العملية التعليمية.

وتتم هذه العملية بالكامل عبر "نظام نور"، الذي يعمل كمنصة رقمية موحدة وشفافة، تعتمد على معايير دقيقة للمفاضلة بين المتقدمين، مثل سنوات الخدمة، والأداء الوظيفي، وغيرها من العناصر، مما يضمن تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

إن الاعتماد على نظام إلكتروني مركزي، يقلل من التدخلات البشرية، ويوفر قاعدة بيانات شاملة تساعد إدارات التعليم على اتخاذ قرارات مدروسة، مبنية على أرقام واضحة للاحتياج الفعلي في كل مدرسة وفي كل مقرر دراسي.

وتهدف الوزارة من خلال هذه الحركة إلى تحقيق أهداف تطويرية أخرى، مثل رفع نسبة التخصصية في تدريس المواد بالمراحل الدراسية المبكرة، من خلال توجيه معلمي التخصصات العلمية الزائدين في المراحل العليا، للتدريس في المرحلة الابتدائية.

وتتطلب هذه المرحلة من المعلمين والمعلمات الراغبين في النقل، دراسة دقيقة لشرائح النقل المتاحة، وترتيب رغباتهم بعناية فائقة، حيث إن ترتيب هذه الرغبات سيكون له الأثر الأكبر في تحديد المدرسة التي سيتم توجيههم إليها في نهاية المطاف.

وتعكس هذه الجهود التنظيمية الكبيرة، حجم التطور الذي وصلت إليه إدارة الموارد البشرية في وزارة التعليم، وقدرتها على التعامل مع ملف يعد من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا، ويمس الحياة المهنية والاجتماعية لشريحة واسعة من موظفي الدولة.

إن نجاح العام الدراسي لا يبدأ مع أول يوم لدراسة الطلاب، بل يبدأ قبل ذلك بأسابيع، من خلال هذه العمليات التحضيرية الدقيقة، التي تضمن أن تكون كل مدرسة جاهزة بكامل طاقمها التعليمي والإداري لاستقبال أبنائنا وبناتنا الطلاب.

في المحصلة النهائية، لم تعد حركة النقل الداخلي مجرد تلبية لرغبات فردية، بل أصبحت عملية استراتيجية محوكمة، توازن بين طموحات المعلمين واحتياجات الميدان، وتصب في الهدف الأسمى، وهو توفير تعليم نوعي ومتميز لجميع الطلاب في كافة أنحاء المملكة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook