الربيعة: المملكة أصبحت مرجعًا عالميًا في فصل التوائم الملتصقة

كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في

أكد الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على عمليات فصل التوائم الملتصقة، أن المملكة العربية السعودية باتت مرجعًا عالميًا في المجال الصحي، موضحًا أن العديد من الدول المتقدمة أصبحت تستعين بخبراتها الرائدة في هذا المجال، في تأكيد جديد على ريادة المملكة في الطب التخصصي ونجاحها في تصدير نموذج صحي متقدم يلقى التقدير الدولي.

وأوضح الدكتور الربيعة في حديثه لقناة "الإخبارية" أن السعودية استطاعت، من خلال مسيرتها الطويلة في القطاع الصحي، أن تحقق حضورًا قويًا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة يُعد الأكبر في العالم، وهو ما اعترفت به الأمم المتحدة رسميًا، مما دفع إلى اعتماد يوم 24 نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة بناءً على مقترح سعودي.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

وبيّن أن هذا التميز الذي تحققه المملكة لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة عقود من العمل الطبي المتخصص والدعم غير المحدود من القيادة للقطاع الصحي، ما جعل السعودية تحظى بثقة المجتمع الطبي الدولي، الذي بات يراقب إنجازاتها باهتمام ويستعين بها في الملفات الطبية الدقيقة.

وأشار الدكتور الربيعة إلى أن الدول الأخرى التي تنفذ عمليات فصل مماثلة، بدأت تدعو السعودية إلى تقديم محاضرات علمية، والمشاركة في المؤتمرات الدولية المتخصصة، والاستفادة من التجربة السعودية التي باتت مضربًا للمثل في دقة التخطيط وسلامة التنفيذ وتكامل الطواقم الطبية.

وأضاف أن العمليات التي تُنفذ في المملكة باتت محل رصد دائم من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة في الدول الغربية المتقدمة، نظرًا لما تتسم به من تقدم طبي وبروتوكولات علمية متطورة، فضلًا عن أنها تسجّل نتائج متميزة في معدلات النجاح والتعافي، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى عالميًا.

وأكد أن بعض الأطباء من الدول الغربية والعربية أصبحوا يحرصون على الحضور الشخصي لمتابعة هذه العمليات والاستفادة من التجربة السعودية، إما بالمشاركة أو بالمراقبة المباشرة، مما يعزز مكانة المملكة كمركز تعليمي وتدريبي طبي مرموق على الساحة الدولية.

ونوّه إلى أن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة يبرهن على المستوى العالي من التكامل بين التخصصات الطبية المختلفة في المملكة، حيث تعمل فرق متعددة التخصصات بتناغم تام تحت قيادة طبية موحدة، وهو ما أثبت فعاليته في تنفيذ أدق العمليات الجراحية بنجاح.

وقال إن هذا البرنامج لا يقتصر على تقديم الرعاية الطبية فحسب، بل يمثل نموذجًا إنسانيًا متكاملاً يعكس قيم الرحمة والتكافل، حيث يتم تقديم هذه الخدمات مجانًا بالكامل، ما يجسد رسالة المملكة في خدمة الإنسان أيًّا كانت جنسيته أو خلفيته.

وأضاف أن نجاح المملكة في هذا المجال يعزز من صورتها كدولة رائدة في الابتكار الطبي، ويفتح آفاقًا أوسع لتوسيع التعاون العلمي مع المراكز الطبية الدولية، كما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز استقطاب للعقول والكفاءات في التخصصات الطبية الدقيقة.

وأشار إلى أن التقدم السعودي في مجال التوائم الملتصقة أصبح يشكل قصة نجاح ملهمة على المستوى العالمي، حيث استطاعت المملكة أن تحول هذا التحدي الطبي إلى منصة للعطاء والتعاون والمنافسة الدولية الراقية، في ظل منظومة صحية متكاملة ومدعومة بأعلى التقنيات.

وأكد الدكتور الربيعة أن هذا التميز ما كان ليتحقق لولا الدعم المباشر من القيادة الرشيدة، التي أولت القطاع الصحي أولوية قصوى ضمن رؤية المملكة 2030، وسخّرت له الإمكانات اللازمة، ما مكّن الفرق الطبية من أداء مهامها بأعلى مستويات الجودة والاحترافية.

وأوضح أن هذا النوع من العمليات لا يقتصر أثره على الجانب الطبي فقط، بل يترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا وإنسانيًا بالغًا، مشيرًا إلى أن أسر التوائم التي خضعت للعمليات في المملكة عبرت عن امتنانها الكبير لما تلقته من رعاية واهتمام يفوق التوقعات.

ولفت إلى أن المملكة مستمرة في هذا النهج، سواء على مستوى تطوير الإمكانات الطبية أو دعم البحث العلمي والتدريب، ما يعزز من قدرتها على تقديم المزيد من الإنجازات، ويكرّس دورها كمساهم فاعل في تقدم الطب عالميًا.

وختم حديثه بالتأكيد على أن المملكة لن تدّخر جهدًا في سبيل نقل خبراتها للآخرين، إيمانًا منها بأن رسالتها الإنسانية تتجاوز الحدود، وأن تعزيز الشراكات الدولية في المجال الصحي هو أحد المسارات المهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

اقرأ ايضاً