"وزارة الشؤون الإسلامية" تؤكد: الذكاء الاصطناعي "نعمة".. ولكنه قد يكون "خطراً داهماً" في هذه الحالات

الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

وجّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة الموافق الثلاثين من شهر محرم 1447هـ، للحديث عن أهمية شكر نعم الله عز وجل، وفي مقدّمتها التقنيات الحديثة كأحد مظاهر تسخير النعم لخدمة البشرية، ومن أبرزها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التحذير من سوء استخدامها في ما يخالف الشريعة والأخلاق.

وأكد التوجيه على أن الخطبة يجب أن تبرز عظمة النعم التي منّ الله بها على عباده، والتي تتجلى في تسخير مخلوقاته لهم، وتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون، حيث قال تعالى: "وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعد من أبرز تلك النعم إذا استُخدم فيما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وشدد الوزير آل الشيخ على أهمية أن تتضمن الخطبة تحذيرًا واضحًا من الاستعمال السيئ لهذه التقنيات، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تتحوّل إلى أدوات لبث الأكاذيب والبهتان، والتزوير وانتحال الشخصيات، خاصة عند استخدام الذكاء الاصطناعي لتزييف الصور والمقاطع أو تقليد الأصوات بطريقة مضلّلة.

وأوضح التوجيه أن من مظاهر الشكر الحقيقي لله على هذه النعم، أن تُستخدم في أوجه الخير والعلم والخدمة العامة، لا أن تُسخّر للإساءة إلى الآخرين، أو نشر الفتاوى المكذوبة، أو انتهاك الأعراض والخصوصيات، داعيًا إلى استحضار قول الله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

كما نبّهت الخطبة المقررة إلى وجوب التثبّت قبل تداول المعلومات والأخبار، وعدم الانسياق وراء كل ما يُنشر عبر الوسائل التقنية، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع"، تأكيدًا على أن مسؤولية الكلمة أشد خطورة في زمن السرعة الرقمية وانتشار المحتوى.

وسلّط التوجيه الضوء على خطورة نشر الكذب والبهتان، وتأثيره على الأفراد والمجتمعات، مبيّنًا أنه سلوك يجرّ صاحبه إلى العقوبة الإلهية، كما جاء في الحديث: "من قال في مؤمن ما ليس فيه؛ أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال"، وهو تحذير صريح من عاقبة الظلم والإفك.

ودعا الوزير الخطباء إلى تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الاستخدام غير الأخلاقي للتقنيات الحديثة، وضرورة تحكيم الضمير الديني والإنساني قبل النشر أو المشاركة أو إعادة الترويج لأي مادة رقمية مجهولة المصدر أو مشبوهة المضمون.

كما حثّهم على إبراز أن الإسلام يحثّ على مواكبة المستجدات التقنية، ويحضّ على استخدام العلم والمعرفة، لكنه في الوقت نفسه يُقرن التقدّم بالضوابط الشرعية والأخلاقية التي تصون الحقوق وتحفظ الأعراض وتردع الانحرافات.

وأشار التوجيه إلى أهمية التوعية بأن الذكاء الاصطناعي، رغم ما فيه من نفع، يمكن أن يتحوّل إلى خطر داهم على الأمن المجتمعي إن استُخدم في التضليل والتلاعب، ما يجعل من التوجيه الديني أداة حاسمة في ضبط السلوك التقني وتحقيق التوازن بين التقدّم والحكمة.

وطالب الخطباء بالتركيز على مسؤولية كل فرد في هذا العصر الرقمي، سواء أكان ناشرًا أو متلقيًا، في أن يتحرّى الصدق، ويُعلي من شأن الأمانة العلمية والموضوعية، وأن يتذكّر دومًا أن المعلومة مسؤولية، والكلمة أمانة.

وبيّن أن الخطبة يجب أن تكون وسيلة لنشر ثقافة الشكر البنّاء، لا بالكلمات فقط، بل بالفعل والعمل، من خلال الإحسان في استخدام النعم التقنية في التعليم، والتطوير، والتواصل الإيجابي، وصناعة المحتوى المفيد الذي يخدم الدين والوطن والمجتمع.

واعتبر التوجيه أن إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن مضمون الخطبة، يعكس وعي الوزارة بأهمية تناول القضايا المعاصرة بمفردات الخطاب الديني، وإبراز رؤية الإسلام المتكاملة في توجيه التطورات العلمية نحو الخير، لا الفساد.

وأكّد على ضرورة أن تتسم الخطبة بالاعتدال والتوازن، وأن تخاطب عقول المصلين بلغة واقعية قريبة من واقعهم اليومي، بما يرسّخ القيم ويعزز الانضباط الأخلاقي في بيئة متسارعة تتداخل فيها المعلومات والتقنيات بشكل غير مسبوق.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook