بمشاركة باحثين مؤهلين.. الهيئة الملكية تبدأ جمع بيانات تفصيلية من سكان مكة ومقابلات ميدانية على مدار اليوم

الهيئة الملكية لمكة
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

في خطوة نوعية تعكس التوجه الوطني نحو التخطيط الحضري القائم على البيانات، أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مشروع "المسح الاجتماعي الاقتصادي للسكان"، ضمن أعمال المرصد الحضري للمدينة، والذي يستمر حتى أكتوبر المقبل.

ويهدف هذا المسح إلى دعم جهود الهيئة في تعزيز مفاهيم التخطيط المستدام، وتحسين جودة الحياة للسكان، من خلال جمع بيانات دقيقة وواسعة النطاق عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لمجتمع مكة المكرمة.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذردوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

ويُجري فريق العمل مقابلات ميدانية مباشرة مع عينات متنوعة من المواطنين والمقيمين، تغطي مختلف الأحياء السكنية في المدينة، بهدف توفير مؤشرات دقيقة تُسهم في قياس الواقع الحضري وتوجيه السياسات العامة بشكل أفضل.

ويُنفذ المسح على فترتين يوميًا، الأولى تبدأ من الساعة العاشرة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، والثانية من الرابعة مساءً حتى التاسعة مساءً، بما يراعي خصوصية المجتمع المكي ووتيرة الحياة اليومية في المدينة المقدسة.

وحرصت الهيئة على تكوين فريق ميداني مدرب ومؤهل من الباحثين والباحثات السعوديين، جميعهم يحملون بطاقات تعريف رسمية صادرة عن الهيئة، لضمان الشفافية والمصداقية في جمع البيانات وتعزيز ثقة السكان في المبادرة.

ويأتي هذا المشروع في إطار تطوير منظومة معلوماتية حضرية محدثة ودقيقة، تشكل مرجعًا استراتيجيًا لصنّاع القرار في القطاعات الحكومية والخدمية، وتسهم في رسم ملامح الخطط المستقبلية للمشروعات التنموية.

وتُعتبر قاعدة البيانات التي سينتجها هذا المسح أداة حيوية لتقييم مستوى كفاءة الخدمات المقدمة، وتحديد الفجوات التنموية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، بما يحقق التكامل بين التخطيط والتنفيذ.

وأكدت الهيئة الملكية أن المشروع يُنفَّذ وفق أعلى المعايير العلمية والمنهجيات الإحصائية الدقيقة، مع الالتزام التام بسرية المعلومات وحماية خصوصية المشاركين، بما يتماشى مع الأنظمة الوطنية وأخلاقيات البحث.

ويمثل المسح إحدى الركائز الأساسية في دعم أهداف رؤية السعودية 2030، خصوصًا في محورها المتعلق بتحسين جودة الحياة، وتطوير المدن السعودية لتصبح أكثر استدامة وابتكارًا وجاذبية للمواطنين والزوار.

ويُعد المرصد الحضري التابع للهيئة أحد الأدوات الرئيسة لرصد التحولات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة، إذ يقوم بمتابعة وتحليل التغيرات الحضرية بطريقة منتظمة، ويصدر تقارير دورية ترفد صناع القرار بالمعلومة الدقيقة.

وتتطلع الهيئة من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق نموذج حضري متوازن يستجيب لاحتياجات السكان ويعزز من العدالة في توزيع الخدمات، ويدعم التناغم بين النمو السكاني والتوسع العمراني.

وشددت الهيئة على أهمية تجاوب السكان مع فريق الباحثين، باعتبار مشاركتهم عاملًا أساسيًا في نجاح المشروع، ومصدرًا رئيسيًا للمعلومة الصادقة التي ترتكز عليها مخرجات التخطيط.

ويُتوقع أن تسهم نتائج هذا المسح في تحديث قواعد البيانات الوطنية، وربطها بالمبادرات الأخرى في مجالات الإسكان والنقل والتعليم والصحة، ما يخلق صورة شاملة ودقيقة عن واقع المدينة ومستقبلها.

وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية شاملة لتحويل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية ومستدامة، قادرة على مواكبة التطور التقني والمجتمعي، واحتضان مشاريع نوعية تضع الإنسان في قلب العملية التنموية.

وتؤكد الهيئة الملكية أن البيانات التي سيتم جمعها لن تذهب أدراج الأرشيف، بل ستُوظّف في تحسين الواقع المعيشي للمواطنين والمقيمين، عبر آليات تخطيط مدروسة تستند إلى المعلومة الدقيقة لا إلى التقديرات الظنية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook