قرار تاريخي في تعليم عسير ... إغلاق 6 إدارات تعليمية بالمنطقة بعد مسيرة 60 عام

وزارة التعليم
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

ودّع منسوبو ست إدارات تعليمية في منطقة عسير مكاتبهم وأروقتهم بعد سنوات من العمل في خدمة التعليم، وذلك عقب صدور قرار مدير عام التعليم بالمنطقة بإغلاق تلك الإدارات بشكل نهائي، تنفيذًا لخطة التحول المؤسسي التي اعتمدتها وزارة التعليم مؤخرًا، بهدف توحيد الحوكمة ورفع كفاءة الأداء الإداري والتعليمي في المنطقة.

القرار الذي أصدره المدير العام للتعليم بمنطقة عسير، فهد بن صالح عقالا، يوم الخميس الموافق 29 محرم 1447هـ، تضمّن إغلاق إدارات التعليم في بيشة، ومحايل عسير، وسراة عبيدة، ورجال ألمع، وظهران الجنوب، والنماص، على أن تُستكمل عمليات التحول وفق الإجراءات النظامية المتبعة لدى الوزارة.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وعاشت تلك الإدارات لحظات وداع امتزجت فيها مشاعر الامتنان بالحزن، حيث عبّر المنسوبون عن أسفهم لوداع مواقع قضوا فيها أعوامًا من الجهد والبذل، في سبيل دفع عجلة التعليم، الذي بات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، في أوج تطوره وازدهاره.

ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة خطوات إصلاحية تنفذها وزارة التعليم لتقليل التشتت الإداري ورفع جودة العمليات، من خلال الدمج والتكامل بين الإدارات والمكاتب التعليمية، بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تضع التعليم في مقدمة الأولويات التنموية.

وتحمل هذه الخطوة رمزية كبيرة في تاريخ التعليم بمنطقة عسير، إذ تعيد توحيد الإشراف التعليمي تحت مظلة مركزية واحدة، بعد مسيرة طويلة بدأت منذ تأسيس أول معتمدية للمعارف في مدينة أبها عام 1367هـ، والتي أسند إليها حينها مهمة تنظيم التعليم في كامل المنطقة.

وكان الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أول وزير للمعارف، وقد قاد مرحلة تطوير نوعي شملت كافة أرجاء المملكة، وشهدت تلك الفترة تأسيس إدارات تعليمية متعددة استجابة للزيادة الكبيرة في أعداد المدارس واتساع رقعة الخدمات التعليمية في المنطقة.

وفي عام 1375هـ، تم تحويل اسم "المعتمدية" إلى "إدارة التعليم"، في دلالة على التحول الهيكلي لمواكبة المتغيرات، وتواصل التوسع الإداري في السنوات اللاحقة ليشهد عام 1385هـ تأسيس أول إدارة تعليم مستقلة في محافظة بيشة، تبعتها إدارات في محايل عسير والنماص عام 1402هـ، ثم سراة عبيدة في 1403هـ، ورجال ألمع عام 1405هـ.

ومع اتساع الحركة التعليمية، تم في عام 1416هـ تعديل مسمى إدارة تعليم أبها إلى "الإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير"، كإطار جامع تنضوي تحته الإدارات والمكاتب المنتشرة في محافظات المنطقة، بهدف توحيد الجهود الإدارية والإشرافية.

ووفقًا للقرار الجديد، فإن خطوة الإغلاق تأتي استنادًا إلى الصلاحيات الممنوحة لمدير التعليم بالمنطقة بموجب القرار الوزاري رقم (910495/1)، واستمرارًا في تنفيذ خطط التحول المؤسسي الرامية إلى ترشيد الإنفاق وتوجيه الموارد بشكل أكثر فاعلية لخدمة العملية التعليمية.

ويؤمل أن تسهم هذه التغييرات في بناء نموذج إداري حديث أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات الميدان التربوي، من خلال إعادة توزيع الأدوار وتحديث آليات الرقابة والدعم، بما يُعزز كفاءة الأداء ويضمن تحقيق مستهدفات الوزارة الاستراتيجية.

وسيبقى الأثر التاريخي لتلك الإدارات حاضرًا في ذاكرة من عملوا فيها، حيث كانت تمثل مراكز إشعاع تعليمي ساهمت في تطوير الأجيال ودفع عجلة التنمية، وتركت بصمات واضحة على المستوى الأكاديمي والإداري والتربوي في المحافظات المعنية.

وقد طالبت بعض الأصوات التربوية بأهمية توثيق تاريخ هذه الإدارات وتكريم رموزها وكوادرها، تقديرًا لما بذلوه من جهد طوال العقود الماضية، في ظل ما تمثله هذه المراحل من إرث إداري وتربوي مهم لا ينبغي أن يُطوى دون تقدير.

ومن المقرر أن تُستكمل خلال الفترة المقبلة الإجراءات التنفيذية لإغلاق المقرات، وإعادة تنظيم الهيكل الإداري ضمن مظلة الإدارة العامة للتعليم بعسير، مع استمرار تقديم الخدمات التعليمية دون انقطاع أو تأثير على المدارس والميدان التربوي.

ويُنتظر أن ينعكس هذا التحول بشكل إيجابي على جودة التعليم وفعالية الأداء، من خلال إعادة توزيع الكفاءات والاستفادة المثلى من الموارد، بما يتماشى مع نهج التطوير المستمر الذي تتبناه وزارة التعليم لمواكبة طموحات الوطن.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook