الهيئة الملكية تطلق منصة وطنية للأفكار القابلة للتنفيذ في مكة

كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في

أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مبادرة "هاكاثون مكة الذكية"، بالشراكة مع عدد من الجهات في القطاعين العام والخاص، في خطوة تهدف إلى تحفيز العقول الوطنية وتمكين أبناء المجتمع من المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل العاصمة المقدسة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي، وبما يُسهم في ترجمة الحلول المحلية إلى مبادرات عملية ترفع جودة الحياة للسكان والزوار.

وأوضحت الهيئة أن المبادرة تنطلق بمسارات متعددة تبدأ بالتوعية ثم التدريب، وتنتهي ببناء نماذج ذكية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لتمثل حلولًا متقدمة تلبي احتياجات مدينة مكة المكرمة، سواء من ناحية خدمة السكان أو إثراء تجربة ضيوف الرحمن، عبر منظومة رقمية تُضفي طابعًا ذكيًا على مختلف مجالات الحياة اليومية.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

وبيّنت أن "هاكاثون مكة الذكية" للعام 1447 هـ يُسلط الضوء على مجموعة من المجالات التنموية التي تمثل أولوية في استراتيجية التطوير الحضري، ومنها التخطيط العمراني، عبر تطوير أدوات تقنية تتيح بدائل أقل تكلفة وأكثر كفاءة من الطرق التقليدية، إلى جانب محور الاستدامة الذي يسعى إلى تقديم حلول تعزز نمط الحياة الصحية وتحافظ على الموارد البيئية بشكل متوازن.

ويتضمن الهاكاثون مسارًا خاصًا بالنقل الذكي، من خلال أفكار تقنية تسهم في تحسين حركة المركبات وربط أحياء مكة المكرمة بكفاءة عالية، لا سيما خلال المواسم، بالإضافة إلى ابتكارات في قطاع الضيافة الذكية تستهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة للزوار والارتقاء بالتجربة الثقافية والدينية لزوار المدينة على مدار العام.

وأكدت الهيئة أن مبادرة الهاكاثون تمثل مساحة مفتوحة لاحتضان الأفكار القابلة للتطبيق وتوظيف التقنيات الحديثة لتلبية احتياجات المجتمع، مع السعي إلى مواكبة التطورات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنية الرقمية، بما يعزز تحول مكة إلى مدينة ذكية وأكثر قدرة على الاستجابة للمتغيرات المستقبلية.

كما تهدف المبادرة إلى تحفيز الطاقات الشبابية وفتح الأبواب أمام المبتكرين لصناعة تأثير حقيقي في حاضر ومستقبل المدينة، من خلال مشاركة فعالة تُمكّنهم من تقديم حلول تنبع من واقعهم وتنعكس على حياة السكان والزوّار، مع تأكيد التزام الهيئة بإيجاد منظومة محفزة للابتكار ترتبط باحتياجات المدينة وتطلعاتها التنموية.

وتسعى الهيئة الملكية بالتعاون مع الجهات الممولة والممكّنة والمنفذة إلى إرساء نموذج عمل تشاركي ومستدام، يحقق تكامل الجهود ويعزز فرص تحويل الأفكار التقنية إلى مشروعات واقعية تؤدي دورًا ملموسًا في تحقيق التوازن بين تطور البنية التحتية وتحسين الخدمات الذكية.

ويستهدف "هاكاثون مكة الذكية" إطلاق جيل جديد من المشاريع الرقمية التي تُسهم في تعزيز هوية مكة بصفتها مدينة ذكية تتمتع بخدمات متطورة ومرافق فعالة، وتحافظ في الوقت ذاته على طابعها الروحي والديني كأقدس بقاع الأرض، مما يرسخ مكانتها كمركز عالمي مستدام يستقطب الموهوبين والمبتكرين من مختلف التخصصات.

وتضع الهيئة الملكية في صميم أولوياتها تمكين البيئة الابتكارية من خلال هذه المبادرات التي تتجاوز الطابع النظري إلى تحقيق نتائج عملية قابلة للقياس، حيث تُعد الحلول المطروحة ضمن هذا الهاكاثون نواة لمشاريع مستقبلية يمكن أن تُعمم على المدن الأخرى أو تُطوّر لتلائم بيئات حضرية مشابهة.

وترتكز المبادرة على تعزيز ثقافة التمكين الرقمي في المجتمع، وتوفير بيئة محفزة على الإبداع وتوليد الحلول، عبر تحفيز المشاركين على الخروج بأفكار جديدة تُحدث الأثر المطلوب، وتواكب معايير المدن الذكية عالميًا، وتُحقق التكامل بين التقنية وخدمة الإنسان.

وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لمبادرات التحول التقني التي تتبناها الهيئة ضمن رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى بناء مدينة رقمية متكاملة الخدمات، تمتاز بسرعة الاستجابة وتنوع الحلول وارتفاع جودة الحياة، وهو ما يعزز التنافسية العالمية للعاصمة المقدسة.

ويُنتظر أن تثمر هذه المبادرة عن شراكات فاعلة بين الجهات الأكاديمية والتقنية والقطاعات الحكومية والخاصة، بما يُعزز من ثقافة التعاون والابتكار المفتوح، ويوفر بيئة خصبة لتحويل الأفكار الواعدة إلى مشاريع ذات جدوى اقتصادية واجتماعية.

وتُعد هذه المبادرة إحدى المبادرات النوعية التي تؤكد التزام الهيئة الملكية بالاستثمار في الطاقات المحلية، وتحويل المدينة إلى مركز جذب تقني مستدام، يدمج بين روحانية المكان وتقدم الخدمات، ويوفر بيئة تليق بمكانة مكة عالميًا.

اقرأ ايضاً