رقصات الزير تشتعل في صيف العُلا.. فلكلورٌ لا يموت

فن الزير يضيء تراث العُلا
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

يشكّل "فن الزير" في محافظة العُلا أحد أبرز رموز الفلكلور الشعبي الذي يعكس عمق الهوية الثقافية للمنطقة، ويمنح سكانها وسيلة للتعبير الجماعي عن فرحهم وتاريخهم وتقاليدهم، إذ تتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل في مشهد يُجسّد تلاحم المجتمع وروح الأصالة التي تميّز العُلا ضمن خارطة التراث الشعبي في المملكة.

ويرتكز هذا الفن على حلقات يؤديها الرجال، يتناوبون خلالها على ترديد أهازيج وقصائد تتمحور حول مفاهيم الفخر والمدح والكرم، وتُصاحبها إيقاعات نابعة من آلة "الزير" المصنوعة من جذوع النخيل المغطاة بالجلد الحيواني، حيث يُقرع عليها بالأيدي أو العصي في طقوس تراثية تعكس ارتباط الإنسان بالبيئة وموروثه الموسيقي المحلي، وتمنح الفعالية طابعًا حيويًا يلفت الأنظار خلال الاحتفالات والمناسبات.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذردوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

ويتميّز "فن الزير" في العُلا بخصوصيته التي تفرّقه عن نظائره في بقية مناطق المملكة، إذ يختلف في أدواته وأسلوب أدائه ونمط إيقاعه، ما يعكس تنوّع الفلكلور الوطني ويمنح العُلا هويتها الفنية المستقلة. ويُعد هذا الاختلاف عامل جذب أساسي ضمن الفعاليات الثقافية التي تحتضنها المحافظة خلال فصل الصيف الذي يشهد كثافة في المناسبات الاجتماعية.

وأوضح أيمن جمعة، وهو من المهتمين بالموروث الشعبي، أن "فن الزير" لم يكن مجرّد وسيلة للاحتفال فحسب، بل كانت له أدوار تاريخية في الماضي، إذ كان يُستخدم لبث الحماسة في نفوس المحاربين في أوقات الحرب، لكنه تحوّل مع مرور الزمن واستقرار المملكة إلى فن احتفالي تُحيى من خلاله الأعراس والمناسبات الاجتماعية، ويُعد شاهدًا حيًا على تطوّر الاستخدامات الثقافية للفنون الشعبية.

وأشار جمعة إلى أن الدعم الذي توليه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا أسهم بشكل مباشر في إحياء هذا الفن وإدراجه ضمن برامج المهرجانات والفعاليات التي تُقام في المنطقة، مما ساعد في نقله إلى الأجيال الجديدة وتعريف الزوار به بوصفه أحد أعمدة التراث غير المادي. واليوم يُعتبر "فن الزير" علامة فارقة ضمن قائمة الفنون الشعبية التي تحتفي بها العُلا، ويعكس استمرارية الروح الثقافية للمكان في قالب إيقاعي لا يخبو.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook