463 ألف رحلة و140 وجهة.. الطيران المدني يستعرض أرقامًا قياسية للنصف الأول من 2025

كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في

سجل قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية أداءً لافتًا خلال النصف الأول من عام 2025، حيث كشفت الهيئة العامة للطيران المدني عن نمو ملموس في أعداد المسافرين والرحلات، عاكسًا حيوية القطاع ومتانته رغم التحديات اللوجستية والاقتصادية التي تشهدها الأسواق العالمية، إذ ارتفع عدد المسافرين بنسبة 7% ليصل إلى أكثر من 66 مليون مسافر، مقارنة بـ 62 مليون مسافر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما يعكس عودة قوية للطلب على السفر وفعالية الاستراتيجيات الوطنية الداعمة للنقل الجوي.

كما حقق عدد الرحلات ارتفاعًا بنسبة 4%، حيث بلغ نحو 463.8 ألف رحلة خلال الأشهر الستة الأولى من العام، مقابل 445.8 ألف رحلة للفترة نفسها من 2024، مما يدل على تعزيز وتوسيع الشبكة التشغيلية للناقلات الوطنية وزيادة حركة الملاحة الجوية في مختلف مطارات المملكة، ويعكس ذلك في الوقت ذاته تحسن كفاءة العمليات التشغيلية والخدمات اللوجستية المقدمة.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج

ورغم هذا النمو الإيجابي في الحركة الجوية والركابية، شهد الشحن الجوي انخفاضًا بنسبة 4%، ليبلغ 575 ألف طن، مقارنة بـ 597 ألف طن العام الماضي، ما يسلط الضوء على ضرورة تطوير حلول مبتكرة لدعم هذا القطاع الحيوي، خاصة في ظل التباطؤ التجاري العالمي وتغير أنماط سلاسل التوريد، والتي كان لها تأثير مباشر على حجم الشحنات المنقولة جوًا.

ومن بين المؤشرات الإيجابية أيضًا، ارتفاع عدد الوجهات الجوية إلى 140 وجهة مقارنة بـ132 وجهة في الفترة نفسها من العام 2024، مما يعزز موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي، ويرسخ مكانتها على خارطة النقل الجوي الدولي، ويواكب أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد وجذب المزيد من الزوار والمستثمرين.

وجاء هذا الإعلان خلال الاجتماع السابع عشر للجنة التوجيهية لتفعيل برنامج الطيران، الذي عقد برئاسة رئيس الهيئة عبدالعزيز الدعيلج، وبمشاركة كبار مسؤولي الهيئة وممثلي الشركات والناقلات الوطنية، حيث أكد الدعيلج في كلمته على الدعم السخي الذي يحظى به القطاع من القيادة الرشيدة، ما مكّن من تسريع خطوات التطوير والإنجازات المحلية والدولية.

وقد استعرض الاجتماع عددًا من المنجزات المهمة، من أبرزها إطلاق الخطة الإستراتيجية لمطارات الدمام التي تستهدف خدمة أكثر من 19.3 مليون مسافر سنويًا في مطار الملك فهد الدولي بحلول عام 2030، ورفع القدرة الاستيعابية للشحن إلى أكثر من 600 ألف طن، إلى جانب الإعلان عن تحالف جديد لتشغيل رحلات داخلية ودولية من المطار نفسه، يخدم 81 وجهة ويستهدف نقل 10 ملايين مسافر سنويًا وتوفير 2400 وظيفة مباشرة.

وعلى الصعيد الدولي، شهد القطاع مشاركة فاعلة في المعارض والفعاليات العالمية، حيث أعلنت شركات الطيران السعودية خلال معرض باريس الجوي عن صفقات ضخمة، من بينها طلب شراء 25 طائرة إيرباص A350-1000 مع خيارات إضافية، و10 طائرات A330-900، ما يدعم الخطط التوسعية للأساطيل ويعزز الربط الجوي السعودي عالميًا.

وفي سياق العلاقات الدولية، واصلت الهيئة جهودها في توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها مذكرة شراكة بين مطارات جدة ومطار شانغي في سنغافورة، واتفاقية خدمات النقل الجوي مع جمهورية منغوليا، ما يعكس الانفتاح المتسارع للقطاع وتعزيز التعاون مع كبرى الكيانات العالمية في مجال الطيران.

وأكد الدعيلج خلال الاجتماع أهمية رفع كفاءة القطاع وتحسين أدائه التنافسي، مشددًا على دور منظومة الطيران المدني في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الاقتصادية، معربًا عن تقديره لجميع العاملين في القطاع على جهودهم المتواصلة رغم التحديات الإقليمية والدولية.

كما ناقش الاجتماع مستجدات تفعيل برنامج الطيران، ونتائج تنفيذ توصيات الاجتماع السابق، إضافة إلى مراجعة خطط الشركات الوطنية وتوجهاتها المستقبلية ومدى مواءمتها مع الأهداف الوطنية والاستراتيجية العامة للهيئة.

واختُتم الاجتماع بإعلان نتائج برنامج "التقييم الشامل لجودة خدمات المطار" للعام 2024، حيث تم تكريم المطارات الفائزة وفقًا لمعايير صارمة شملت الأداء التشغيلي، رضا المسافرين، جودة المرافق والخدمات، وشكاوى المسافرين، بالإضافة إلى جوائز ثانوية تتعلق بجودة الخدمات في مناطق محددة داخل المطار، مثل الجوازات، الأمن، استلام الأمتعة، وخدمات ذوي الإعاقة.

هذا التقييم الشامل يجسد التزام الهيئة بتعزيز مبدأ الشفافية والتنافسية الإيجابية، ويُعد مؤشرًا حيويًا على نجاح المبادرات القائمة لتطوير بيئة السفر وتحسين تجربة المسافرين، في ظل مساعٍ وطنية حثيثة لتحويل قطاع الطيران إلى رافد اقتصادي فعّال ومؤثر.

اقرأ ايضاً