موسم التين الشوكي في عسير يجذب السياح وينعش الاقتصاد المحلي

كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في

يُعد موسم التين الشوكي أو ما يُعرف محليًا بـ "البرشومي" حدثًا سنويًا مميزًا في منطقة عسير، حيث تضفي ثماره الملونة أجواء خاصة على الأسواق والطرقات المؤدية إلى المتنزهات. يشهد هذا الموسم إقبالًا واسعًا من الزوار والمصطافين الذين يحرصون على تذوق الفاكهة وشرائها، مما يسهم في تنشيط الحركة التجارية ودعم الاقتصاد الريفي. وتتميز الأسواق خلال هذه الفترة بتنوع الألوان بين الأخضر والأصفر والأحمر، في مشهد يعكس حيوية النشاط الزراعي المحلي وأثره على السياحة الموسمية.

تنوع الأصناف وطرق الزراعة

بحسب المهندس الزراعي حسن الوادعي من المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء"، فإن التين الشوكي نبات عصاري من عائلة الصباريات، ينتشر في المناطق الحارة والجافة حول العالم، وتتنوع أصنافه بين التين الشوكي الهندي بألوانه الزاهية، والبنفسجي المميز بأزهاره وثماره الداكنة، والبري الذي ينمو طبيعيًا، والأحمر القاني الغني بالصِّبغات. في عسير، ينمو هذا المحصول على سفوح الجبال ووديانها، متأقلمًا مع التضاريس والمناخ المعتدل، ويبدأ حصاده منتصف الصيف ليستمر حتى أوائل الخريف، باستخدام أدوات خاصة تحمي المزارعين من أشواكه الدقيقة.
إقرأ ايضاً:احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج "النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط

فوائد صحية وقيمة غذائية عالية

يمتلك التين الشوكي قيمة غذائية مرتفعة، إذ يحتوي على الألياف التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي، وفيتامين C الذي يعزز المناعة، إلى جانب معادن كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم. كما يحتوي على مضادات الأكسدة والمركبات الفينولية التي تسهم في حماية القلب ومكافحة الالتهابات. وتشير الدراسات إلى دوره في خفض سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وضبط ضغط الدم، وخفض الكوليسترول الضار، إضافة إلى حماية الكبد من الإجهاد التأكسدي، وترطيب الجسم في الأجواء الحارة. هذه الفوائد جعلت منه خيارًا غذائيًا وصحيًا مفضلًا لدى السكان والزوار.

موسم التين الشوكي في عسير لا يقتصر على كونه فرصة لتذوق فاكهة لذيذة، بل يمثل رمزًا للهوية الزراعية للمنطقة، ويعكس تفاعل الإنسان مع الطبيعة في بيئة جبلية فريدة. يجمع هذا الموسم بين متعة التسوق، وروعة المشاهد الطبيعية، وفرصة التعرف على تراث المنطقة الزراعي، مما يعزز من جاذبية عسير كوجهة سياحية واقتصادية في آن واحد. ومع استمرار الإقبال عليه عامًا بعد عام، يظل التين الشوكي شاهدًا حيًا على أصالة الأرض وكرم الطبيعة، وجسرًا يربط بين الماضي والحاضر.

اقرأ ايضاً