ابتكار أول لسان صناعي في العالم يغير مستقبل تكنولوجيا التذوق

كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في

في خطوة غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا الحيوية، تمكن فريق من الباحثين من ابتكار أول لسان صناعي قادر على استشعار النكهات بدقة عالية، ما يفتح المجال أمام استخدامات واسعة في مجالات متعددة مثل سلامة الغذاء والتشخيص الطبي وصناعة المشروبات. هذا الإنجاز العلمي يعتمد على تقنيات حديثة لمحاكاة براعم التذوق البشرية بشكل متطور، ليقدم نقلة نوعية في كيفية تحليل النكهات والتفريق بينها

كيف يعمل اللسان الصناعي؟

اللسان الصناعي يعتمد على أغشية فائقة الرقة مصنوعة من أكسيد الجرافين، وهي قادرة على العمل كمرشحات جزيئية تتحكم في حركة الأيونات داخل السوائل. هذه العملية تسمح للجهاز بتمييز النكهات المختلفة بدقة لافتة، إذ تمكن من رصد الفروق الدقيقة بين الطعم الحلو والحامض والمالح والمر. وعند اختباره على مشروبات معقدة مثل القهوة والمشروبات الغازية، وصلت دقة التحليل إلى ما يقارب 96%، وهو ما يعد طفرة مقارنة بالأنظمة التقليدية التي تفتقر إلى هذه الحساسية
إقرأ ايضاً:احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج "النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط

تطبيقات مستقبلية للسان الصناعي

يمكن أن يكون لهذا الابتكار استخدامات واسعة، فإلى جانب دوره في تحسين معايير سلامة الغذاء عبر الكشف عن الملوثات أو المواد الضارة في المشروبات والأطعمة، فإنه قد يُستخدم في المجال الطبي لتشخيص بعض الحالات المرتبطة بحاسة التذوق أو حتى لاختبار استجابة الأدوية داخل السوائل. كما يمكن أن تستفيد شركات الصناعات الغذائية والمشروبات من هذه التقنية لضمان جودة منتجاتها بشكل أكثر دقة وفعالية

التحديات التي تواجه التقنية الجديدة

رغم النتائج المبشرة، إلا أن الباحثين أقروا بوجود بعض التحديات أمام تحويل اللسان الصناعي إلى جهاز عملي قابل للاستخدام التجاري. من بين هذه التحديات حجم الجهاز الكبير نسبيًا، وارتفاع استهلاك الطاقة، إضافة إلى الحاجة لتطوير قدرته على التكيف مع بيئات مختلفة. ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذا الابتكار يمثل بداية لمرحلة جديدة قد تشهد تطوير أجهزة أكثر كفاءة قادرة على محاكاة القدرات البشرية في التذوق بشكل أعمق

هذا الإنجاز يعكس بوضوح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تحاكي الطبيعة في أدق تفاصيلها، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول حدود ما يمكن أن تصل إليه الأجهزة الصناعية في تقليد الأعضاء البشرية. ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا لتطوير نسخة عملية ومتكاملة من اللسان الصناعي، إلا أن هذه الخطوة تمثل أساسًا قويًا لمستقبل مليء بالابتكارات في عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية

اقرأ ايضاً