تراجع السيولة في سوق الأسهم السعودية وأبرز التحديات المؤثرة

كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في

يشهد سوق الأسهم السعودية في الفترة الأخيرة حالة من التراجع الملحوظ في مستويات السيولة، وهو ما أثار تساؤلات المستثمرين والمتابعين حول العوامل التي أدت إلى هذا الانخفاض، خاصة أن السوق السعودي يُعد الأكبر والأكثر تأثيرًا في المنطقة. ووفقًا للبيانات الرسمية فقد سجلت قيمة التداول في عام 2025 نحو 870 مليار ريال، مقارنة بـ1251 مليار ريال في عام 2024، وهو ما يعكس تراجعًا واضحًا يستدعي التوقف عند أسبابه

تأثير الاكتتابات على السيولة

أحد أبرز العوامل المؤثرة يتمثل في كثرة الاكتتابات الجديدة، حيث إن أكثر من 25% من الاكتتابات خلال آخر خمس سنوات تم تنفيذها في عام واحد فقط. هذه الكثافة في الطروحات تسببت في توجيه جزء كبير من السيولة نحو الاكتتابات بدلًا من التداول اليومي في السوق، مما انعكس بشكل مباشر على ضعف حركة البيع والشراء
إقرأ ايضاً:احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج "النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط

دور الفوائد البنكية المرتفعة

إلى جانب الاكتتابات، لعبت أسعار الفائدة المرتفعة في البنوك السعودية دورًا بارزًا في تراجع السيولة. فمع ارتفاع العوائد على الودائع، فضّل عدد كبير من المستثمرين توجيه أموالهم نحو البنوك لتحقيق عوائد آمنة وثابتة بدلًا من المخاطرة في السوق. هذا الاتجاه ساهم في تقليل حجم السيولة المتدفقة داخل السوق المالية

توقعات الربع الأخير من العام

رغم التراجع الحالي، هناك مؤشرات على إمكانية تحسن السيولة خلال الربع الأخير من 2025، خاصة مع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي السعودي ساما. مثل هذه القرارات قد تشجع المستثمرين على العودة للسوق وضخ المزيد من السيولة، بالإضافة إلى انتهاء موسم الإجازات الصيفية الذي أثّر على حجم التداولات خلال يوليو وأغسطس. لذلك يترقب المستثمرون الفترة المقبلة لمعرفة مدى قدرة السوق على استعادة نشاطه

يمثل تراجع السيولة تحديًا قصير المدى قد يتلاشى مع تغير العوامل الاقتصادية وظروف السوق، إلا أن استدامة النمو تتطلب تحقيق توازن بين الطروحات الجديدة وجاذبية السوق للمستثمرين. ومع عودة الاهتمام بالأسهم وتوقعات خفض الفائدة، قد يكون السوق أمام فرصة لاستعادة قوته تدريجيًا في نهاية العام

اقرأ ايضاً