موجة حر غامضة تربك أجواء المملكة وتكشف مفاجآت الأرصاد

كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في

في تطور لافت أثار اهتمام المواطنين والمقيمين، أعلن المركز الوطني للأرصاد عن تسجيل تباين ملحوظ وغير مسبوق في درجات الحرارة بين مدن المملكة، حيث اجتمعت أرقام قياسية تعكس شدة الصيف اللاهب من جهة، والاعتدال المائل إلى البرودة في المرتفعات الجنوبية من جهة أخرى. هذه المؤشرات وضعت المواطنين أمام مشهد مناخي متناقض يجمع بين أقصى درجات الحر وأبرد الأجواء في اليوم ذاته، ما يجعل المتابعة اليومية للتقارير الرسمية ضرورة ملحّة.

مدن تسجل درجات حرارة قياسية

أوضح المركز أن مدنًا مثل الأحساء وحفر الباطن ورفحاء تشهد درجات حرارة مرتفعة بلغت 44 إلى 45 مئوية، فيما سجلت المدينة المنورة والعلا 43 مئوية، والرياض ومكة المكرمة 41 مئوية. أما جدة فوصلت حرارتها إلى 38 مئوية، في حين تراوحت في نجران عند 33 درجة. وتكشف هذه المؤشرات استمرار الأجواء الحارة في عدد كبير من مناطق المملكة، خاصة الشرقية والوسطى، وسط توقعات بامتداد موجات الحر خلال الأيام المقبلة.
إقرأ ايضاً:اكتشف سر النوم العميق في حبوب صغيرة.. بذور اليقطين علاج طبيعي يمنحك راحة لا مثيل لها" إليكم التفاصيل ثورة غير متوقعة: التسهيلات الجديدة تحرر العمالة اليمنية في السعودية وتعيد صياغة مستقبلهم

اعتدال الأجواء في المرتفعات الجنوبية

على النقيض تمامًا، جاءت السودة لتسجل أدنى حرارة كبرى عند 22 درجة مئوية، وصغرى عند 12 درجة فقط، لتكون الأبرد بين جميع المدن السعودية. كما شهدت أبها والباحة أجواءً معتدلة بلغت 27 إلى 28 درجة كبرى و18 إلى 19 درجة صغرى. هذه المدن الجبلية تحولت إلى مقاصد رئيسية للهاربين من حرارة الصيف، مدعومة بالفعاليات السياحية والمهرجانات التي تساهم في تعزيز مكانتها كوجهة مثالية للراحة والاستجمام.

أهمية المتابعة والتأهب الصحي

يشير خبراء الأرصاد إلى أن التباين الحراري الكبير يعكس الطبيعة الجغرافية المتنوعة للمملكة، بين السهول والصحاري من جهة والمرتفعات الجبلية من جهة أخرى. هذا الاختلاف يحتم على السكان متابعة النشرات الجوية بشكل يومي لتجنب المفاجآت المناخية، خاصة خلال الفترة الانتقالية من الصيف إلى الخريف. كما يوصى بالالتزام بالإجراءات الوقائية لمواجهة موجات الحر، خصوصًا بالنسبة لكبار السن والأطفال والعاملين في الأماكن المكشوفة. وفي المقابل، فإن الأجواء المعتدلة في الجنوب الغربي تمثل فرصة سانحة للسياحة الداخلية، ما يجعل هذه المناطق مركز جذب متزايد خلال هذا الموسم.

المشهد المناخي في المملكة اليوم يقدم لوحة متناقضة بين أقصى درجات الحر واعتدال البرودة، وهو ما يعكس فرادة الطقس السعودي وأهمية الاستعداد له على المستويين الصحي والاقتصادي. متابعة تحذيرات المركز الوطني للأرصاد لم تعد خيارًا بل ضرورة، لأنها تمثل البوصلة الأهم في التكيف مع هذه التغيرات المناخية السريعة.

اقرأ ايضاً