قرارات صارمة من وزارة الرياضة السعودية بعد أحداث العروبة والقادسية
في خطوة تؤكد حرص وزارة الرياضة على الانضباط وتقديم تجربة مميزة للجماهير، صدرت مجموعة من القرارات التنظيمية الحاسمة عقب الأحداث التي شهدتها مباراة العروبة والقادسية في بطولة كأس الملك، والتي أُقيمت على ملعب جامعة الجوف. فقد جاءت هذه القرارات تنفيذًا لتوجيه وزير الرياضة بالتحقيق في ملابسات ما حدث، بعد أن رصدت مخالفات واضحة من الأطراف المعنية بتنظيم اللقاء.
وجاء في مقدمة القرارات توجيه الإنذار الخطي لرئيس نادي العروبة ونائبه والرئيس التنفيذي إلى جانب عدد من المسؤولين التنفيذيين، وذلك بعد ثبوت مخالفة النادي للإجراءات المعتمدة لتنظيم المباريات الرسمية. ويُعد هذا الإنذار بمثابة رسالة واضحة بأن أي تقصير تنظيمي مستقبلاً لن يُغتفر، خصوصًا في البطولات الكبرى.
إقرأ ايضاً:الشورى يفتح الباب أمام التمويل الجماعي والرقمنة الذكية.. قرارات مفصلية لإعادة رسم مستقبل الاقتصاد السعودي”خطة الهروب الكبرى.. نجم الاتحاد يرسم طريق العودة إلى أوروبا وسط كواليس نارية تهز الميركاتو الشتوي
ولم تقتصر القرارات على ذلك، بل ألزمت الوزارة نادي العروبة بإعادة قيمة التذاكر للجماهير التي لم يُسمح لها بالدخول منذ بداية المباراة، وهو إجراء وصفته الجماهير بالمنصف، كونه يُعيد لهم حقوقهم ويحمل النادي مسؤولية تنظيمية واضحة. كما تم توجيه إدارة النادي لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشركة المنظمة، وهو ما يُشير إلى أن الوزارة لا تتهاون مع أي طرف يُخل بالتزاماته.
ومن بين القرارات اللافتة أيضًا، توجيه الإنذار الرسمي لكل من مدير فرع وزارة الرياضة في الجوف والمشرف على إدارة وتشغيل الملعب، في إشارة إلى أن المسؤولية لا تقع فقط على الأندية، بل تمتد إلى الجهات المشرفة على تشغيل الملاعب والمنشآت الرياضية.
كما تمت إحالة مخالفات شركة الصيانة للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقها، وهو ما يعكس أن الوزارة تعمل على معالجة الخلل من جذوره، وعدم الاكتفاء بالإجراءات السطحية. إضافة إلى ذلك، تم التعميم على كافة فروع ومكاتب الوزارة بضرورة الالتزام بالضوابط التشغيلية والتنظيمية الخاصة بالمنشآت الرياضية، تفاديًا لتكرار مثل هذه الأحداث مستقبلًا.
ولضمان تطبيق القوانين بشكل أكثر فاعلية، وجهت الوزارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بضرورة متابعة تنفيذ اللوائح التشغيلية لمسابقاته بما يتوافق مع الأنظمة الصادرة عنها. ويُعد هذا الإجراء تأكيدًا على أن المسؤولية تكاملية بين الوزارة والاتحاد والأندية، وأن نجاح المنظومة مرهون بالتزام جميع الأطراف.
وختم وزير الرياضة هذه القرارات بالتشديد على مراجعة الإجراءات ذات العلاقة بشكل كامل، مع التأكيد على أهمية تقديم تجربة حضور مميزة للجماهير في الملاعب السعودية، باعتبارهم الركيزة الأساسية لنجاح البطولات الرياضية وتعزيز مكانة الكرة السعودية محليًا وإقليميًا.
ويذكر أن هذه القرارات الحازمة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانضباط التنظيمي، حيث لم يعد هناك مجال للتهاون مع أي تقصير يمس حقوق الجماهير أو يسيء لصورة الرياضة السعودية. ويترقب الشارع الرياضي مدى انعكاس هذه القرارات على مستقبل البطولات، في وقت تسعى فيه المملكة لتأكيد مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات الرياضية عالميًا.