الذكاء الاصطناعي
ذكاء اصطناعي جديد يفاجئ العلماء.. نموذج يتنبأ بألف مرض قبل حدوثها بعشرين عاماً!
كتب بواسطة: فواز حمدي |

في إنجاز علمي غير مسبوق قد يغيّر مستقبل الطب إلى الأبد، أعلن فريق بحثي مشترك من جامعة وُروِك البريطانية وجامعة نيويورك الأمريكية عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي فريد من نوعه أطلق عليه اسم «دلفي-2 إم (Delphi-2M)»، يتمتع بقدرة استثنائية على التنبؤ بأكثر من ألف مرض قبل عقود من حدوثها، مع تحديد نوع المرض المحتمل وموعد ظهوره خلال فترة تصل إلى 20 عاماً.
إقرأ ايضاً:ثلث راتبك فقط! قرار تاريخي يغيّر مصير الديون في السعودية ويعيد الطمأنينة للمواطنينبسبب الضمان الاجتماعي المطور حملة مقاطعة واسعة النطاق تستهدف برندات يزيد الراجحي وشركاته

ويعد هذا الابتكار بمثابة قفزة هائلة في عالم الطب التنبؤي، إذ يسمح للأطباء بالتدخل الوقائي المبكر قبل ظهور الأعراض، مما قد ينقذ حياة ملايين البشر ويقلل من تكاليف العلاج طويلة الأمد.

خريطة صحية للمستقبل

يختلف «دلفي-2 إم» عن الأدوات الطبية التقليدية، لأنه لا يكتفي بتحليل مؤشرات الخطر الظاهرة، بل يبني خريطة صحية متكاملة للمريض عبر الزمن باستخدام خوارزميات متطورة قادرة على فهم الأنماط المعقدة في السجلات الطبية. تم تدريب النموذج على بيانات أكثر من 403 ألف شخص من قاعدة UK Biobank البريطانية، وهي واحدة من أكبر قواعد البيانات الطبية في العالم، مع اختبار دقته لاحقاً على بيانات المصرف الحيوي الدنماركي، حيث حقق نسبة دقة تقارب 70% (AUC = 0.7) في التنبؤ بالأمراض المستقبلية.

ذكاء اصطناعي يعتمد على الذاكرة الزمنية

سر تفوق «دلفي-2 إم» يكمن في اعتماده على بنية المحوّل (Transformer Network)، وهي التقنية نفسها التي تعمل بها نماذج لغوية مثل «ChatGPT». لكن الفارق هنا أن النموذج لا يحلل نصوصاً لغوية، بل يتعامل مع «الزمن الصحي» للإنسان، فيقرأ تسلسل الأمراض والعوامل المؤثرة ليكشف العلاقة الخفية بين الأحداث الطبية المتباعدة.

بهذا الأسلوب، أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي اكتشاف أنماط صحية دقيقة قد لا يلاحظها الأطباء بسهولة، مثل الترابط بين أمراض مزمنة بعيدة أو تكرار أنماط مرضية نادرة.

مفتوح المصدر وآمن الخصوصية

من المميزات الفريدة لهذا الابتكار أنه نموذج مفتوح المصدر، يتيح للمؤسسات الطبية حول العالم استخدامه وتطويره دون الحاجة للوصول إلى بيانات حقيقية حساسة. اعتمد الفريق على بيانات تركيبية (Synthetic Data) تُشبه البيانات الواقعية في خصائصها لكنها لا تكشف أي معلومات شخصية، مما يضمن حماية الخصوصية بنسبة عالية.

آفاق واعدة وأسئلة أخلاقية

رغم القوة التنبؤية المذهلة للنموذج، فإن تطبيقه في العيادات لا يزال في مراحله التجريبية. فالسؤال الأبرز الآن هو: هل نحن مستعدون لمعرفة أمراضنا قبل أن تظهر؟ يخشى البعض أن يؤدي ذلك إلى مشكلات أخلاقية تتعلق بالاستخدام التجاري أو النفسي للمعلومات، خاصة في مجالات مثل التأمين أو التوظيف.

ومع ذلك، يرى الباحثون أن «دلفي-2 إم» يمثل بداية لعصر جديد في الطب، حيث لا ينتظر الأطباء المرض ليظهر، بل يسبقونه بخطوة نحو الوقاية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار