تشهد مناطق واسعة في المملكة العربية السعودية هذه الأيام تحذيرات مشددة من الجهات الرسمية، بعد تزايد حوادث عبور الأودية والشعاب أثناء جريانها. فرغم التوعية المستمرة والمخاطر المعروفة، لا يزال بعض السائقين يغامرون بتحدي الطبيعة، غير مدركين أن لحظة تهور قد تكلّفهم حياتهم أو حياة الآخرين.
إقرأ ايضاً:مفاجأة تنتظر المستفيدين من حساب المواطن.. تغييرات مرتقبة وموعد صرف يثير الجدل!السعودية تستعد لاعتلاء عرش التمور عالمياً وتزيح مصر قريباً

ومع استمرار هطول الأمطار الغزيرة والسيول المنقولة في عدد من المناطق، أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني والإدارة العامة للمرور حملة توعوية مكثفة للتأكيد على خطورة هذا السلوك المتهور، الذي لا يُعد مجرد مغامرة غير محسوبة، بل مخالفة مرورية جسيمة يعاقب عليها النظام.

 تحذيرات الدفاع المدني

أكد الدفاع المدني السعودي في بيانات رسمية أن عبور الأودية والشعاب أثناء جريانها تصرف قاتل لا يمكن التهاون معه. وجاء شعاره التحذيري الصارم: “لا تغامر.. حتى لا تكون الضحية التالية”. كما شدد على ضرورة الالتزام بعدة إرشادات أساسية، أبرزها:

• عدم المجازفة بعبور الأودية مهما بدت المياه ضحلة.

• الابتعاد عن مجاري السيول والمناطق المنخفضة.

• الحذر من السيول المنقولة التي قد تصل فجأة بقوة مدمّرة.

• عدم السباحة في تجمعات المياه أو المستنقعات الناتجة عن الأمطار.

• متابعة التنبيهات والتحذيرات الرسمية عبر القنوات المعتمدة.

موقف المرور والعقوبات النظامية

من جهتها، أكدت الإدارة العامة للمرور أن عبور الأودية أثناء جريانها يُعد مخالفة مرورية جسيمة تعرض السائق لعقوبة مالية تصل إلى 10,000 ريال سعودي، طبقًا للائحة الجزاءات المرورية. وتتراوح الغرامة بين 5,000 و10,000 ريال، سواء كانت المخالفة ضمن اختصاص المرور أو الدفاع المدني، ما يعكس جدية التعامل مع هذا السلوك الذي يعرّض الأرواح للخطر ويتسبب بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

 لماذا يغامر البعض رغم التحذيرات؟

ورغم التحذيرات الصارمة، لا يزال بعض الشباب يقدمون على هذه المغامرة الخطيرة، مدفوعين بعدة عوامل نفسية واجتماعية، منها:

• الرغبة في التحدي والإثارة وإثبات الشجاعة أمام الآخرين.

• البحث عن الشهرة من خلال تصوير مقاطع فيديو ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

• الاعتقاد الخاطئ بأن المركبات ذات الدفع الرباعي قادرة على تجاوز السيول.

• قلة الوعي بقوة المياه التي يمكن أن تجرف السيارات خلال ثوانٍ معدودة.

 خلاصة وتحذير

تؤكد الجهات المختصة أن الهدف من هذه التحذيرات ليس العقاب فقط، بل حماية الأرواح والممتلكات. فعبور الأودية أثناء جريانها لا يمثل بطولة، بل تهورًا قد ينتهي بمأساة. وتدعو السلطات جميع المواطنين والمقيمين إلى الالتزام الكامل بتعليمات السلامة، ومتابعة التحذيرات الجوية أولًا بأول، وعدم الاستهانة بقوة الطبيعة.