في تحول استثنائي يعبّر عن النهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة، أصبحت "أسواق طيبة" في الرياض رمزاً للطفرات العقارية غير المسبوقة، بعدما قفزت أسعار المحال فيها من نحو 350 ألف ريال قبل 35 عاماً إلى ما يتجاوز 17 مليون ريال حالياً، أي بزيادة مذهلة تُقدّر بـ4757%.
إقرأ ايضاً:كلمة واحدة من التميمي تشعل الجدل.. هل النصر في طريقه لتحقيق لقب الدوري؟السعودية تفتح الباب لفرصة استثنائية عام 2025.. برنامج جديد يغيّر قواعد الإقامة للأبد

هذا النمو الهائل لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة لموقع السوق الحيوي في قلب العاصمة، والتغير الكبير في أنماط الحياة التجارية والاستهلاكية، إلى جانب المشاريع التنموية الضخمة التي تشهدها الرياض في ظل "رؤية المملكة 2030".

أسواق طيبة، التي أُسست عام 1988 على مساحة تقارب 112 ألف متر مربع، كانت في بدايتها وجهة بسيطة للمتسوقين المحليين، قبل أن تتحول مع مرور الزمن إلى مركز تجاري نابض بالحياة يجذب آلاف الزوار يومياً. وتشير التقديرات إلى أن السوق يستقبل أكثر من 7 آلاف زائر خلال المواسم النشطة، ما جعله وجهة مفضلة للتجار والمستثمرين على حد سواء.

ويقول صالح الحماد، مدير العقار في السوق، إن أسعار المحال تبدأ من 3 ملايين ريال وتصل إلى نحو 17 مليون ريال في بعض المواقع المميزة، مضيفاً أن هذا الارتفاع انعكس على حياة الكثير من المستثمرين الذين شهدوا تحولاً جذرياً في أوضاعهم المالية.

ويرى خبراء السوق أن ما يحدث في "أسواق طيبة" ليس مجرد ارتفاع طبيعي في الأسعار، بل يمثل نموذجاً مصغراً للطفرة العقارية الكبرى التي تشهدها المملكة، والتي تشبه إلى حد كبير القفزات العقارية في مدن عالمية مثل دبي وهونغ كونغ ولندن.

ومع استمرار المشاريع التطويرية الضخمة في العاصمة، خاصة تلك التي تستهدف تعزيز السياحة والتجارة، يتوقع المراقبون استمرار النمو في أسعار العقارات التجارية، وإن كانوا يحذرون في الوقت نفسه من أهمية دراسة السوق بعناية قبل الدخول في أي استثمار جديد.

اليوم، باتت "أسواق طيبة" رمزاً للتحول الاقتصادي في السعودية، ومثالاً على كيف يمكن لرؤية واضحة واستثمار ذكي أن يبدلا مجرى التاريخ. وبينما يحتفل المستثمرون بعوائدهم الضخمة، يقف كثيرون يتساءلون: هل حان الوقت لاقتناص الفرصة القادمة قبل أن تتضاعف الأرقام مجدداً؟