في لفتة مميزة تجسد الاعتزاز بالهوية الثقافية والشعر النبطي، أعلنت بلدية محافظة بيشة عن إطلاق اسم الشاعر الراحل سعد بن جدلان الأكلبي على أحد الشوارع الرئيسية بالمحافظة، تكريمًا لمسيرته الشعرية الزاخرة وإسهاماته في حفظ التراث الأدبي الشعبي.
إقرأ ايضاً:سماء السعودية تتألق الليلة.. القمر العملاق يظهر بحجم غير مسبوق في مشهد يخطف الأنظارقرار مفاجئ من مايكروسوفت يصدم عشاق الألعاب ويشعل المنافسة مع سوني من جديد
ويُعد سعد بن جدلان أحد أبرز شعراء الجزيرة العربية، ومن الأصوات التي شكّلت وجدان الصحراء بكلماته وصوره الشعرية الخالدة، حيث امتزج شعره بالعفوية والصدق، فكان مرآةً للبادية وصوتًا للأرض والناس.
المهندس محمد بن فلاح القحطاني، رئيس بلدية بيشة، أوضح أن هذا القرار جاء تقديرًا لما قدّمه ابن جدلان من إرث أدبي ضخم يستحق أن يُخلّد في ذاكرة الأجيال، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ الهوية الثقافية عبر تكريم الرموز الإبداعية.
وأضاف القحطاني أن هذه المبادرة قد تكون دافعًا لبقية المدن السعودية لاتخاذ خطوات مماثلة لتكريم رموزها الثقافية والأدبية، مشيرًا إلى أن إطلاق اسم ابن جدلان على أحد أهم الشوارع في بيشة ليس مجرد إجراء رمزي، بل رسالة واضحة بأن الشعر الشعبي جزء لا يتجزأ من مكونات الثقافة الوطنية.
من جانبه، عبّر أحمد العتيبي، معلم تراث متقاعد، عن فخره بهذا القرار قائلاً: "نشأت على شعر ابن جدلان، كان صوته يعبّر عن الصحراء بصدق، وكلماته لا تزال تعيش في الذاكرة الشعبية إلى اليوم."
ويؤكد مراقبون أن هذا التكريم سيكون له تأثير مباشر على الوعي الثقافي في المجتمع المحلي، حيث يعزز الشعور بالفخر والانتماء ويعيد تسليط الضوء على قيمة الشعر النبطي في الحياة السعودية. كما يأمل الكثيرون أن تُسهم هذه المبادرة في نشر ثقافة تقدير الرموز الأدبية بين الأجيال الجديدة، وتشجيع الشباب على الاهتمام بالشعر والتراث.
ويرى البعض أن تسمية الشوارع بأسماء الشخصيات الأدبية والفنية تمثل خطوة رمزية تحمل في طياتها رسائل عميقة عن احترام الماضي وتقدير من صنعوا هوية الوطن الثقافية، معتبرين أن ما قامت به بيشة قد يكون بداية عهد جديد لإحياء التراث الشعري السعودي.
وفي ظل تزايد الاهتمام بالموروث الثقافي، تبقى مبادرة تكريم سعد بن جدلان علامة فارقة في المشهد الثقافي السعودي، تفتح الباب أمام مبادرات مستقبلية تسعى إلى إبراز رموز الأدب والشعر الذين أسهموا في تشكيل الذاكرة الوطنية.