تشهد سماء المملكة العربية السعودية الليلة حدثًا فلكيًا استثنائيًا يترقبه عشاق النجوم والظواهر السماوية، حيث يظهر القمر العملاق بحجمه المهيب وسطوعه الأخّاذ في أولى ليالي سلسلة من ثلاثة أقمار عملاقة متتالية خلال هذا العام، ليمنح سكان المملكة مشهدًا لا يتكرر كثيرًا.
إقرأ ايضاً:أبل تُفاجئ العالم بخطوتها الجديدة.. مشروع سري يُعيد تعريف مفهوم النظارات الذكيةتحذير جديد من المرور.. غرامة ضخمة تنتظر السائقين بعد تصرف شائع على الطرق

ويُتوقع أن يقترب القمر من الأرض إلى مسافة تقدر بنحو 356,500 كيلومتر فقط، وهي أقرب نقطة له هذا العام، ما يجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد. ومع هذا القرب، سيتمكن المتابعون من ملاحظة تفاصيل مذهلة على سطح القمر، بما في ذلك الفوهات والتضاريس الجبلية التي ستظهر بوضوح لافت للنظر باستخدام المناظير أو حتى بالعين المجردة في السماء الصافية.

ويُطلق على هذا القمر اسم "قمر الحصّادين" (Harvest Moon)، وهو البدر الأقرب إلى الاعتدال الخريفي الذي يحدث عادة بين 21 و23 سبتمبر من كل عام. ويتميز هذا القمر بسطوعه العالي وارتفاعه المبكر في السماء بعد غروب الشمس، ما كان في الماضي يمنح المزارعين ضوءًا كافيًا لتمديد ساعات العمل وجمع المحاصيل قبل حلول الظلام، لذلك ارتبط اسمه عبر التاريخ بمواسم الخصوبة والوفرة الزراعية.

ولم يكن قمر الحصاد مجرد ظاهرة فلكية، بل أصبح جزءًا من التراث الإنساني، حيث اعتبرته الثقافات القديمة رمزًا للخير والوفرة، واحتفل الناس في أنحاء مختلفة من العالم بطلوعه عبر طقوس وأغانٍ شعبية تكرّم العلاقة بين الإنسان والطبيعة. وحتى اليوم، ما زال كثيرون يشعرون بتلك الصلة الروحية بين القمر ودورة الحياة على الأرض.

الليلة، ومع حلول السادس من أكتوبر، يستعد الملايين في السعودية والعالم لمشاهدة هذا القمر المذهل الذي يزين السماء، في مشهد يُعيد الإنسان إلى لحظة تأمل صافية تذكّره بعظمة الكون وبجمال الطبيعة الذي لا تغيب روعته.

ويرى الفلكيون أن القمر العملاق في أكتوبر ليس مجرد ظاهرة بصرية، بل فرصة نادرة لتقدير الجمال الكوني بعيدًا عن ضوء الشاشات والضوضاء اليومية، حيث يربطنا بتراثنا الإنساني العميق وبدهشة الأجيال التي سبقتنا حين كانت تستمد من القمر الإلهام والسكينة.

ومع سطوعه الليلة فوق مدن المملكة، يبدو القمر العملاق كرسالة من السماء تقول: "ارفعوا أنظاركم، فهناك نور لا ينطفئ فوق هذا العالم."