تشهد السعودية حالة من القلق بعد الكشف عن تلوث مياه الشرب بمادة "البرومات" المسرطنة في عدد من المناطق، مما أثار مخاوف صحية واسعة ودفع الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المستهلكين.
إقرأ ايضاً:فرصة نادرة من أرامكو السعودية.. فتح التسجيل في برامج تدريب 2025 بشروط ومزايا مغريةمستقبل سافيتش يثير الجدل داخل الهلال.. مفاوضات التجديد تبدأ وسط أنظار يوفنتوس
تلوث مياه الشرب بمادة البرومات في عدة مناطق سعودية
كشفت تقارير حديثة عن تجاوز معدلات البرومات في مياه بعض المصانع للحدود المسموح بها عالميًا. وكانت منطقة نجران من أكثر المناطق تضررًا، حيث تم تسجيل نسبة وصلت إلى 30 ملغم/لتر في أحد مصانع المياه، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الحد المسموح به، ما أدى إلى إيقاف المصنع فورًا واتخاذ إجراءات فورية من قبل الجهات المعنية. وفي محافظة الزلفي، رُصدت مستويات مرتفعة من البرومات وصلت إلى 25 ملغم/لتر في منتجات "شتاين"، نتيجة خلل في معالجة المياه الجوفية وتراكم الأملاح البروميدية، إضافة إلى ضعف الصيانة الدورية في خطوط الإنتاج.
مخاطر البرومات على صحة الإنسان
تُعد مادة البرومات من أخطر الملوثات التي يمكن أن تصل إلى جسم الإنسان عبر المياه، فهي مادة مصنفة دوليًا كمسرطنة من الدرجة الأولى. وتشير الدراسات إلى أن التعرض المستمر لها يؤدي إلى:
-
تلف الكلى ومشكلات في وظائفها الحيوية.
-
اضطرابات عصبية تشمل رعشة وضعف الذاكرة والتركيز.
-
زيادة خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية والمثانة بنسبة تقارب 18%.
-
أعراض هضمية حادة تشمل الغثيان والإسهال وألم المعدة خلال ساعات قليلة من التعرض.
أسباب تفشي التلوث وجهود المواجهة
ترجع أسباب ارتفاع نسب البرومات إلى تفاعل الأوزون المستخدم في التعقيم مع الأملاح البروميدية في المياه الجوفية، بجانب ضعف الصيانة التقنية للمعدات القديمة وقلة الرقابة الميدانية الدورية. ردًا على ذلك، أعلنت الجهات المختصة عن حملة عاجلة تضمنت:
-
سحب أكثر من 12 ألف عبوة ملوثة من الأسواق خلال 24 ساعة.
-
إغلاق المصانع المخالفة وفرض غرامات مالية كبيرة.
-
رفع معدلات التفتيش بنسبة 40% في المصانع عالية الخطورة.
-
إطلاق تطبيق إلكتروني للتبليغ عن المنتجات المشبوهة لتعزيز الرقابة المجتمعية.
نصائح لتجنب مخاطر مياه البرومات
ينصح الخبراء المستهلكين بالتأكد من وجود شعار الهيئة العامة للغذاء والدواء على العبوات، وتجنب شراء المياه المعروضة تحت أشعة الشمس، مع استخدام أدوات الفحص المنزلي البسيطة لتحليل جودة المياه بشكل دوري. كما يُفضل الإبلاغ الفوري عن أي علامات أو أعراض بعد شرب مياه مشكوك فيها.
تؤكد أزمة البرومات أن سلامة المياه مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمجتمع، وأن التهاون في الفحص أو الرقابة قد يؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة. ومع استمرار الجهود الرقابية والتوعية العامة، يمكن الحد من انتشار هذه المادة الخطيرة وضمان وصول مياه آمنة لكل منزل سعودي.