التواصل الاجتماعي
تحرك قضائي غير مسبوق.. نيويورك ترفع قضية ضخمة ضد عمالقة التكنولوجيا الأربعة
كتب بواسطة: مروى علوي |

في خطوة قانونية غير مسبوقة، أعلنت مدينة نيويورك رفع دعوى قضائية كبرى ضد عدد من عمالقة التكنولوجيا حول العالم، متهمة إياهم بالتسبب في تفاقم أزمة الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين نتيجة الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
إقرأ ايضاً:الزعاق يكشف عن مفاجأة جوية… 80 يومًا من الأجواء المثالية و4 فصول في يوم واحد بالسعوديةتطبيق جديد من "OpenAI" يهز عالم الذكاء الاصطناعي ويتفوق على "شات جي بي تي" بسرعة مذهلة

وتشمل الدعوى، التي قُدمت إلى المحكمة الفيدرالية في مانهاتن يوم الأربعاء، كلاً من شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام، وشركة ألفابت المالكة لغوغل ويوتيوب، وشركة سناب المطورة لسناب شات، وشركة بايت دانس الصينية المالكة لتطبيق تيك توك.

وتضمّن الملف القضائي الذي تجاوز 327 صفحة اتهامات خطيرة لهذه الشركات بـ"الإهمال الجسيم" و"التسبب في إزعاج عام"، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن حملة تقاضٍ واسعة تضم أكثر من 2050 دعوى مشابهة رفعتها حكومات محلية ومناطق تعليمية وأولياء أمور في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

وتعدّ نيويورك واحدة من أكبر الجهات المدعية في هذه القضايا، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 8.48 مليون نسمة، بينهم ما يقرب من 1.8 مليون طفل دون سن 18 عامًا، إلى جانب مشاركة أنظمة التعليم والرعاية الصحية في الدعوى، نظرًا لتأثرها المباشر بالأزمة النفسية المتفاقمة بين المراهقين.

وتؤكد الشكوى أن الشركات المدعى عليها تعمدت تصميم خوارزمياتها ومنصاتها بطريقة تستغل الطبيعة النفسية والبيولوجية للدماغ البشري، خصوصًا لدى الشباب، بهدف تحقيق أقصى قدر من الإدمان الرقمي وزيادة الأرباح.

وأظهرت الإحصاءات المرفقة بالدعوى أن 77.3% من طلاب مدارس نيويورك الثانوية و82.1% من الفتيات يقضين أكثر من 3 ساعات يوميًا أمام الشاشات، سواء على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر أو التلفزيون، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم وارتفاع معدلات الغياب المدرسي.

وفي يناير 2024، أعلن مفوض الصحة في مدينة نيويورك أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، مؤكّدًا أن المدينة اضطرت إلى زيادة الإنفاق من أموال دافعي الضرائب لعلاج الشباب المتأثرين بهذه الظاهرة.

ولم تقتصر تداعيات الأزمة على الجوانب النفسية فقط، إذ أشارت السلطات إلى ارتفاع حوادث الركوب فوق قطارات الأنفاق بسبب تحديات تنتشر عبر مواقع التواصل، حيث لقي 16 شخصًا حتفهم منذ عام 2023، بينهم فتاتان تبلغان من العمر 12 و13 عامًا.

من جهته، دافع خوسيه كاستانيدا، المتحدث باسم غوغل، عن الشركة مؤكدًا أن يوتيوب ليست منصة تواصل اجتماعي، بل خدمة بث مرئي، نافيًا مسؤوليتها عن الاتهامات الموجهة.

واختتمت مدينة نيويورك دعواها بالتأكيد على ضرورة محاسبة الشركات على الأضرار النفسية والاجتماعية التي تسببت بها، مشددة على أن المدعين الآن يتحملون عبء معالجة النتائج الكارثية لسلوك تلك المنصات.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار