تواجه شركة "أبل" واحدة من أبرز القضايا القانونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بعدما رفع عالمان في علوم الأعصاب دعوى قضائية ضدها في محكمة كاليفورنيا الفيدرالية، يتهمان فيها الشركة العملاقة باستخدام كتب محمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نظامها المعروف باسم Apple Intelligence دون الحصول على إذن.
إقرأ ايضاً:قرار جديد من وزارة الحج والعمرة يثير اهتمام الراغبين في أداء المناسك لهذا العامقرارات مفاجئة في التقويم الدراسي 1447.. عطلات غير متوقعة وتوضيح رسمي حول الدراسة برمضان
وأوضح كل من سوزانا مارتينيز-كوندي وستيفن ماكنيك، الأستاذان في جامعة "صني داونستيت" للعلوم الصحية في بروكلين – نيويورك، في الدعوى الجماعية المقدمة يوم الخميس الماضي، أن "أبل" لجأت إلى ما يُعرف بـ"مكتبات الظل" التي تحتوي على كتب مقرصنة، لتطوير قدرات نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
وأشار العالمان إلى أن أعمالهما الفكرية كانت ضمن المواد المستخدمة بشكل غير قانوني في عمليات التدريب، مؤكدين أن ذلك يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق الملكية الفكرية. واستندت الدعوى إلى تقارير تفيد بأن الشركة استخدمت آلاف الكتب المقرصنة والمواد المسروقة من الإنترنت لتغذية خوارزميات Apple Intelligence، وهو ما أثار موجة من الجدل داخل الأوساط التقنية والقانونية على حد سواء.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تُتهم فيها "أبل" بإساءة استخدام المحتوى المحمي، إذ رفعت مجموعة أخرى من المؤلفين دعوى مماثلة ضد الشركة الشهر الماضي، تتعلق باستخدام غير مصرح به لأعمالهم ضمن بيانات التدريب على الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه القضية في سياق سلسلة من النزاعات القانونية المماثلة التي يواجهها كبار عمالقة التكنولوجيا، مثل OpenAI ومايكروسوفت وميتا، والتي تتعلق باستخدام أعمال إبداعية دون ترخيص لتطوير أنظمتهم الذكية.
وفي تطور ذي صلة، كانت شركة Anthropic – المطوّرة لروبوت الدردشة “Claude” – قد وافقت مؤخرًا على تسوية مالية ضخمة بلغت 1.5 مليار دولار بعد اتهامها بانتهاك حقوق المؤلفين أثناء تدريب أنظمتها.
أما بالنسبة لشركة "أبل"، فقد أشارت الدعوى إلى أن القيمة السوقية للشركة ارتفعت بما يزيد عن 200 مليار دولار في اليوم التالي لإعلانها الرسمي عن مشروع Apple Intelligence، في خطوة وصفت بأنها “اليوم الأكثر ربحية في تاريخ الشركة”.
ويطالب العالمان مارتينيز-كوندي وماكنيك بتعويض مالي لم يُحدد بعد، إلى جانب أمر قضائي يمنع أبل من استخدام أعمالهما مستقبلاً ضمن أنظمة التدريب الخاصة بها.
وتكشف هذه القضية عن تصاعد التوتر بين المبدعين وشركات التكنولوجيا العملاقة، مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل حماية حقوق الملكية الفكرية في عصر البيانات الضخمة والتطور التقني المتسارع.