شهدت أسواق المعادن الثمينة العالمية يوم الثلاثاء ارتفاعًا تاريخيًا في أسعار الذهب، لتتجاوز الأونصة مستوى 4100 دولار لأول مرة في تاريخها، مدفوعةً بتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما عزز توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة.
إقرأ ايضاً:تصريحات مفاجئة من رئيس برودكوم حول دور الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالميإعلامي سعودي يكشف سر تحول صالح أبو الشامات إلى أحد أبرز نجوم المنتخب مؤخرًا
ووفقًا لبيانات الأسواق، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.3% ليصل إلى 4162.31 دولارًا للأونصة عند الساعة 03:41 بتوقيت غرينيتش، مسجلًا رقمًا قياسيًا جديدًا. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.9% لتسجل 4171 دولارًا للأونصة.
وبذلك يكون الذهب قد حقق ارتفاعًا بنسبة 58% منذ بداية عام 2025، بعد أن نجح في تجاوز حاجز 4100 دولار الحاسم يوم الاثنين، في خطوة وصفتها الأسواق بأنها "إشارة قوية على استمرار الزخم الصعودي".
ويرى محللون أن عوامل عدة تقف وراء هذه القفزة، من أبرزها حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية، إضافة إلى تدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة في المعادن الثمينة.
وبحسب توقعات مؤسسات مالية كبرى مثل بنك أوف أميركا وسوسيتيه جنرال، فإن الذهب قد يواصل ارتفاعه ليصل إلى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، بينما رفع ستاندرد تشارترد متوسط توقعاته إلى 4488 دولارًا للفترة نفسها.
ولم يكن الذهب وحده نجم الجلسة، إذ قفزت أسعار الفضة بنسبة 1.1% لتصل إلى 53.13 دولارًا للأونصة، بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 53.45 دولارًا في وقت سابق من اليوم، مستفيدةً من نفس العوامل التي تدعم الذهب بالإضافة إلى ضيق المعروض في السوق الفوري.
وفي هذا السياق، أوضح كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة أواندا، أن التوترات التجارية ليست المحرك الرئيسي للارتفاع، بل إن رهانات الأسواق على استمرار الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هي الدافع الأهم، لأنها تقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المربح للعائد.
كما أكدت آنا بولسون، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، أن المخاطر المتزايدة على سوق العمل الأمريكي تعزز مبررات تنفيذ مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، في حين يترقب المستثمرون كلمة جيروم باول رئيس الفيدرالي في اجتماع الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال للحصول على مؤشرات أوضح حول مسار السياسة النقدية القادمة.
إلى جانب ذلك، شهدت الأسواق تطورات سياسية إضافية، إذ أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس دونالد ترمب لا يزال يخطط للقاء نظيره الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية أواخر أكتوبر، رغم تصاعد التوترات عقب إعلان الصين توسيع ضوابط تصدير المعادن النادرة ورد ترمب بتهديدات فرض رسوم بنسبة 100% على السلع الصينية.
وفي ظل هذه التطورات، لم يقتصر الصعود على الذهب والفضة فقط، إذ ارتفع البلاتين بنسبة 1% ليصل إلى 1661.70 دولارًا، بينما صعد البلاديوم بنسبة 2.2% إلى 1507.50 دولارًا، ليؤكد الجميع أن سوق المعادن يعيش مرحلة صعود استثنائية في تاريخ التداول الحديث.
