سجلت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إنجازًا جديدًا، بعد أن أعلنت عن تحقيق رقم قياسي في أعداد القاصدين والزوار خلال أسبوع واحد فقط من شهر ربيع الآخر لعام 1447هـ، حيث تجاوز عدد الزوار 13.5 مليون زائر، في دلالة واضحة على الإقبال المتزايد على الحرمين الشريفين خلال هذه الفترة المباركة.
إقرأ ايضاً:مفاجآت بيبان 2025.. أكثر من 100 عارض يفتحون أبواب الإبداع عبر «باب السوق» بالرياضالطائرة رقم 69 تصل مصر محمّلة بمساعدات عاجلة... تحرك سعودي لافت عقب الهدنة في غزة
ووفقًا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن الهيئة للفترة ما بين 18 إلى 24 من ربيع الآخر، فقد استقبل المسجد الحرام في مكة المكرمة أكثر من 4.6 ملايين مصلٍ توزعوا على أروقة الحرم وساحاته الداخلية والخارجية، في ظل منظومة تنظيمية ولوجستية متكاملة تهدف إلى تسهيل حركة المصلين وضمان انسيابية أداء الشعائر.
كما كشفت الهيئة أن عدد المصلين في حجر إسماعيل بلغ ما يقارب 24 ألف مصلٍ خلال الفترة ذاتها، مما يعكس انتظام الحركة في صحن الكعبة رغم كثافة الأعداد وتزايد الزوار بشكل يومي.
أما عدد المعتمرين فقد وصل إلى نحو 2.8 مليون معتمر، أدوا مناسكهم وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والطمأنينة، مع تطبيق أعلى معايير التنظيم لتوفير الراحة والسلامة لجميع الزوار.
وفي المدينة المنورة، شهد المسجد النبوي حضورًا مهيبًا، حيث أدى أكثر من 5.1 ملايين مصلٍ الصلوات في أجواء إيمانية مميزة، في حين تجاوز عدد المصلين في الروضة الشريفة 340 ألف مصلٍ، ما يعكس شدة الإقبال على الصلاة في هذا المكان الذي وصفه النبي ﷺ بأنه «روضة من رياض الجنة».
كما أدى أكثر من نصف مليون زائر السلام على النبي ﷺ وصاحبيه رضي الله عنهما، في مشهد روحاني مؤثر يبرز عمق التعلق الوجداني بالحرم النبوي الشريف.
وأكدت الهيئة أن هذه الأرقام القياسية ما كانت لتتحقق لولا الجهود الكبيرة المبذولة في تطوير الخدمات المقدمة داخل الحرمين، سواء من حيث إدارة الحشود أو النظافة أو الأمن أو الإرشاد الديني، مشيرة إلى أن منظومتها تعتمد على تقنيات رقمية متطورة لرصد أعداد الزوار في الوقت الفعلي.
وتُستخدم هذه التقنيات الحديثة عبر حساسات رقمية موزعة في مداخل الحرمين وساحاتهما، حيث تعمل على جمع بيانات دقيقة تساعد على اتخاذ قرارات فورية أثناء فترات الذروة، ما يسهم في رفع كفاءة التشغيل وضمان انسيابية الحركة.
ويأتي هذا التوجه في إطار التحول الرقمي الذكي الذي تتبناه الهيئة لمواكبة رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى تطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة، وتعزيز تجربة الزائرين بأعلى معايير الراحة والأمان.
ويؤكد المختصون أن استخدام هذه التقنيات المتقدمة يمكّن الجهات المعنية من التنبؤ بالحشود المستقبلية وإدارة الطاقات التشغيلية بكفاءة، إلى جانب تعزيز سرعة الاستجابة لأي طارئ أو ازدحام.
وتختتم الهيئة بالتأكيد على أن ما تحقق من نجاحات هو ثمرة التكامل بين مختلف الجهات العاملة في الحرمين الشريفين، وأن العمل مستمر لتقديم تجربة عبادة استثنائية وآمنة تليق بمكانة الحرمين كقبلة للمسلمين من كل أنحاء العالم.