تتصاعد في الآونة الأخيرة موجة من الجدل والمخاوف حول مستوى الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي، بعدما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تزعم أن تطبيقات مثل "شات جي بي تي" يمكنها مراقبة المستخدمين عبر الكاميرا أو الميكروفون حتى دون إذن منهم.
إقرأ ايضاً:اكتشاف سجن سري عميق في ريف حمص.. تفاصيل صادمة عن معتقلات النظام السابقتحذيرات عاجلة من الأرصاد.. رياح قوية وأتربة وأمطار على 5 مناطق بالسعودية اليوم
هذه الادعاءات تثير قلق الملايين حول العالم، خاصة بعد أن أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسياً من حياتنا اليومية، نستخدمها في البحث، الكتابة، التصميم، وحتى في المحادثات التفاعلية. ومع ازدياد قدرات هذه الأدوات، يتزايد الغموض حول ما يمكنها فعله فعلاً خلف الكواليس.
وفي حوار مع موقع سكاي نيوز عربية، قدّم خبير الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني المهندس رامي المليجي إجابات واضحة عن أكثر التساؤلات شيوعًا.
أوضح المليجي أنه من الناحية التقنية لا يمكن لأي نموذج ذكاء اصطناعي أن يصل إلى الكاميرا أو الميكروفون دون إذن المستخدم المسبق. فعند تثبيت أي تطبيق، يطلب النظام من المستخدم منح الأذونات الخاصة بالصوت أو الصورة، وهنا تكمن الخطورة في ترك الأذونات مفتوحة بعد الاستخدام. وأشار إلى أن شركة "أوبن إيه آي" نفسها تنصح المستخدمين بإلغاء الأذونات بعد الانتهاء من المحادثات في "شات جي بي تي"، لضمان أعلى درجات الأمان.
وبيّن المليجي أن التطبيق لا يجمع بيانات المستخدمين بشكل خفي، بل يستخدم فقط بعض المعلومات البسيطة التي تساعد على تحسين تجربة المحادثة مثل الاسم أو التفضيلات، ويمكن تعطيل حفظها من الإعدادات.
أما عن سبب شعور البعض بأن "الذكاء الاصطناعي يراقبهم"، فيوضح الخبير أن هذه الأدوات تعتمد على نماذج لغوية ضخمة تم تدريبها على كميات هائلة من المحتوى المنشور عبر الإنترنت، خصوصًا من مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعلها قادرة على فهم سلوك البشر والتنبؤ بتصرفاتهم بناءً على أنماط سابقة.
وعن حماية المستخدمين، أكد أن القوانين التقنية ما زالت أبطأ من تطور الذكاء الاصطناعي، لكن الشركات الكبرى تمنح بعض الحقوق مثل حماية البيانات من الاختراق و"حق النسيان"، الذي يسمح بعدم الاحتفاظ بالمحادثات إلى الأبد.
واختتم المليجي نصيحته قائلاً:
"عامل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحذر، لا تشارك معلومات حساسة، وامسح سجلاتك أولاً بأول، ولا تربط حساباتك بين التطبيقات المختلفة".