في حادثة لم تعد مستغربة في سوريا، كشفت مصادر "العربية/الحدث" عن اكتشاف سجن سري للنظام السابق تحت الأراضي الزراعية في قرية البويضة قرب المخرم بريف حمص الشرقي. وقد تمكّنت كاميرا القناة من الوصول إلى أعماق المعتقل، لتوثّق سراديب تمتد إلى أكثر من 40 مترًا تحت الأرض، كانت تُستخدم لإخفاء المعتقلين والتواري عن الأنظار.
إقرأ ايضاً:شكاوى جديدة من مستخدمي آيفون 17.. تغيّر اللون يثير القلق بين أصحاب الهواتفتسريب ناري لتشكيلة الهلال أمام السد القطري الليلة.. مفاجأة كبرى في خط الهجوم!
وتشير المعلومات إلى أن هذا السجن كان تابعًا للنظام السابق وميليشياته، وتم استغلاله بشكل ممنهج لاحتجاز المدنيين وتعريضهم للخطر. ويأتي هذا الاكتشاف بعد أسابيع قليلة من العثور على سجن مشابه في منطقة زراعية قرب قرية أبو حكفة بريف حمص الشمالي الشرقي، حيث كان يُحتجز فيه المدنيون خلال فترة النظام البائد.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء عن مسؤول أمني في ريف حمص الشرقي أن الموقع المكتشف يشبه مغارة تحت الأرض غير صالحة للعيش، واستُخدم لخطف النساء والرجال والأطفال، وتحقيق مكاسب مالية وسياسية. ويأتي هذا في إطار جهود السلطات السورية المستمرة لعمليات التمشيط في الريف، وسط توقعات بالعثور على مقابر جماعية إضافية، مع تأكيد الملاحقة القانونية لكل المتورطين في هذه الجرائم.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد السجون السرية التي تم اكتشافها بعد سقوط النظام السوري كان مفاجئًا ومدهشًا للمجتمع الدولي، وفق تقارير غربية عدة. فقد فتحت السلطات منذ 8 ديسمبر 2024، بعد رحيل الرئيس السابق بشار الأسد، عنابر وزنزانات السجون في كافة أنحاء سوريا، بما في ذلك سجن صيدنايا الشهير، لتخرج منها مئات المعتقلين، بينهم نساء، بينما لا يزال مصير آلاف المعتقلين والمفقودين مجهولًا.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سابقًا أن هناك ما لا يقل عن 112,414 شخصًا لا يزالون مختفين قسراً. وفي الوقت نفسه، تم العثور على العديد من المقابر الجماعية بعد سقوط الأسد، والتي احتوت على مئات الجثامين، لتكشف حجم الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون خلال سنوات النظام السابق.
يعكس هذا الاكتشاف الأخير مدى الانتهاكات المنظمة للنظام السابق ضد المدنيين، ويبرز حجم المعاناة التي عاشها السوريون، بينما تواصل السلطات جهودها للعثور على مزيد من السجون السرية والمقابر الجماعية، وضمان ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم قانونيًا.
