في خطوة أثارت اهتمام الأسواق التقنية والمالية على حد سواء، حصل الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، على مكافأة ضخمة بلغت قيمتها نحو 96.5 مليون دولار، وهي الأعلى منذ توليه قيادة الشركة في عام 2014. تأتي هذه المكافأة القياسية تكريمًا لجهوده في تحويل مايكروسوفت من شركة برمجيات تقليدية إلى عملاق عالمي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وهو إنجاز جعل الشركة تتصدر المشهد التكنولوجي عالميًا خلال العقد الأخير.
إقرأ ايضاً:زين السعودية والتنموي: شراكة استراتيجية لتطوير تجربة الضيافة الرقمية في المطاراتالاتحاد ضد الهلال في دوري روشن: تسريب التشكيل والمفاجآت التكتيكية قبل المواجهة المرتقبة
مكافأة ضخمة تعكس نجاح الاستراتيجية الجديدة
توضح التقارير أن ما يقرب من 90% من مكافأة ساتيا ناديلا جاءت على شكل أسهم في الشركة، في حين يبلغ راتبه السنوي الثابت نحو 2.5 مليون دولار فقط. هذا النموذج من المكافآت يهدف إلى تحفيز القادة التنفيذيين على تحقيق نمو مستدام في قيمة الشركة على المدى الطويل. منذ أن تولى ناديلا المنصب خلفًا لستيف بالمر، قاد مايكروسوفت نحو نهج أكثر تركيزًا على الابتكار، مع جعل خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في صميم أعمالها. هذه الرؤية الاستراتيجية انعكست بشكل مباشر على أرباح الشركة، التي سجلت أرقامًا قياسية بفضل التوسع في خدمات "أزور" ومنتجاتها الذكية المدمجة بالذكاء الاصطناعي.
ريادة مايكروسوفت في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
من أبرز إنجازات ناديلا خلال السنوات الأخيرة هو دعمه المبكر لتقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في شركة أوبن إيه آي (https://www.openai.com)، وهي الخطوة التي أسفرت لاحقًا عن إطلاق نموذج شات جي بي تي الذي أحدث ثورة في عالم التقنية. رغم التوتر الذي شاب العلاقة بين الشركتين مؤخرًا، واصل ناديلا قيادة مايكروسوفت بثبات نحو تطوير تقنياتها الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. كشفت الشركة مؤخرًا عن أول نموذج توليدي للصور تم تطويره بالكامل داخل مختبراتها، مما يعكس توجهها نحو استقلال أكبر في هذا القطاع المتسارع. هذا التطور يأتي ضمن خطة طموحة تهدف إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها المستقبلية، من أوفيس إلى ويندوز، مما يعزز مكانتها كأحد رواد الذكاء الاصطناعي عالميًا.
تقدير القيادة وتوسع الأرباح
لم تقتصر المكافآت المالية على ناديلا فحسب، إذ شهد كبار التنفيذيين في مايكروسوفت زيادات ملحوظة أيضًا. فقد حصلت المديرة المالية إيمي هود على مكافأة بلغت 29.5 مليون دولار، بينما نال جودسون ألتوف نحو 28.2 مليون دولار تقديرًا لدوره في تعزيز أعمال الشركة التجارية. هذه المكافآت تعكس ثقة مجلس الإدارة في القيادة التنفيذية الحالية، التي تمكنت من جعل مايكروسوفت من أكثر الشركات ربحية في العالم بفضل اعتمادها على نموذج أعمال متطور قائم على الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي المتكامل.
تؤكد هذه المكافأة أن مايكروسوفت ترى في ساتيا ناديلا القائد القادر على مواصلة الابتكار والريادة، ودفع الشركة نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، لتظل في صدارة الثورة التقنية العالمية خلال السنوات القادمة.