شهد القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولًا جوهريًا جعل منه أحد الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الوطني، حيث أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن ارتفاع إجمالي إنتاج السلع الزراعية والغذائية إلى أكثر من 16 مليون طن خلال عام 2024، وهو إنجاز يعكس نجاح الجهود الوطنية في بناء منظومة إنتاج مستدامة تدعم الأمن الغذائي وتعزز من مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ نحو 31.5 مليار دولار. هذا التقدم الكبير يؤكد أن المملكة ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تضع الزراعة المستدامة كأحد محركات التنمية الاقتصادية.
إقرأ ايضاً:الوطنية للتعليم تعلن عن توزيع أرباح نقدية بقيمة 107.5 مليون ريال للمساهمينشركة الموسى الصحية تستعد لإعلان نتائجها المالية للربع الثالث مطلع نوفمبر
الاستراتيجية الوطنية للزراعة تدعم الأمن الغذائي وتواجه التحديات البيئية
أوضحت الوزارة أن الاستراتيجية الوطنية للزراعة تمثل نقطة تحول رئيسة في تطوير القطاع الزراعي، إذ تجاوزت تحديات ندرة المياه وصعوبة المناخ من خلال توظيف التقنيات الحديثة في الإنتاج والإدارة، مثل أنظمة الري الذكية والزراعة الدقيقة. كما أطلقت الوزارة 38 مبادرة وطنية ضمن الاستراتيجية، تضمنت مبادرات لتعزيز الإنتاجية الزراعية وهيكلة القطاع وتطوير التسويق الزراعي والوقاية الحيوانية والنباتية. وأسهمت هذه المبادرات في رفع معدل النمو السنوي للناتج الزراعي إلى أكثر من 7% خلال السنوات الخمس الماضية، إلى جانب خفض استهلاك المياه غير المتجددة بنسبة تجاوزت 50% مقارنة بعام 2016، مما يؤكد نجاح المملكة في تحقيق توازن بين التنمية الزراعية والاستدامة البيئية.
التمويل الزراعي يعزز الاستثمارات ويحفّز القطاع الخاص
ساهم صندوق التنمية الزراعية في مضاعفة حجم القروض الزراعية الميسّرة لتتجاوز 1.9 مليار دولار، وهو ما مكّن المزارعين والمستثمرين من تنفيذ مشاريع نوعية في مجالات الإنتاج النباتي والحيواني والاستزراع السمكي. كما عملت الوزارة على تهيئة بيئة استثمارية محفزة من خلال تسهيل إجراءات التراخيص الزراعية وتوفير الأراضي وتقديم الدعم الفني والاستشاري، ما شجع القطاع الخاص على التوسع في الاستثمار الزراعي المستدام. وشهدت مؤشرات الإنتاج المحلية ارتفاعًا ملحوظًا، إذ تجاوز إنتاج الفواكه 2.9 مليون طن والخضروات 3.5 ملايين طن بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 78%، مدعومة بتوسع استخدام البيوت المحمية والتقنيات الزراعية الحديثة.
تعاون دولي ومعرض زراعي يرسّخان مكانة المملكة في الأمن الغذائي العالمي
عزز المعرض الزراعي السعودي 2025 من مكانة المملكة كمنصة إقليمية للابتكار الزراعي، حيث شهد جلسات حوارية متخصصة حول الأمن الغذائي والتقنيات الحديثة في الزراعة المستدامة بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين. وأكدت هذه الفعاليات أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تعزيز منظومة الغذاء والماء، ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة لضمان استدامة المشاريع الكبرى.
تواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة جهودها في تحويل الزراعة السعودية إلى نموذج عالمي يحتذى به، قائم على الابتكار والاستدامة والمسؤولية البيئية، ما يسهم في تحقيق أمن غذائي شامل واقتصاد وطني مزدهر ومستقبل أخضر للأجيال القادمة.